فيما سيطر تنظيم داعش على منطقة استراتيجية غرب محافظة الأنبار أمس، بعد مرور أربعة أشهر على تحريرها من قبل شرطة المحافظة، أكد ممثل المرجع الديني علي السيستاني في محافظة كربلاء الشيخ عبدالمهدي الكربلائي أن ظاهرة العسكريين الوهميين "الفضائيين" تنخر مفاصل الدولة وتسيء إلى الجيش العراقي، لذلك يجب العمل بجد على استئصالها وإنهائها من مؤسسات الجيش والمؤسسات الأمنية كافة، والاعتماد على المخلصين الذين يريدون من خدمتهم في الأمن تحرير أرض العراق ومقدساته. ودعا الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة أمس إلى استمرار اليقظة والحذر بمواجهة العصابات الإرهابية، ووضع الخطط الكفيلة لاستعادة المناطق المحتلة من "الدواعش"، وتوفير الطمأنينة لأهلها بعيدا عن الشحن الطائفي، مشيرا إلى أن "هناك مناطق لا تزال في خطر وهي تحتوي على مقدسات لا يمكن السماح بالمساس بها مثل سامراء، لذلك على الجميع التكاتف وعلى الحكومة أن تضع كل ما بوسعها لحماية المناطق". وكانت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي كشفت الشهر الماضي عن وجود أكثر من خمسين ألف عنصر وهمي "فضائي" في المؤسسات العسكرية، وتعهد العبادي حينها بمتابعة الموضوع واستئصال "الفضائيين من مؤسسات الدولة كافة.وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر عشائرية إن منطقة الكيلو18 الاستراتيجية بمحافظة الأنبار شهدت أول من أمس اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وأبناء العشائر وعناصر تنظيم "داعش"، انتهت بسيطرة التنظيم المتطرف على 15 قرية بالمحافظة كان مقاتلو العشائر قد حرروها سابقاً، فضلا عن استيلاء التنظيم على الأسلحة والمعدات التي كان يستخدمها عناصر الجيش والشرطة وأبناء العشائر". وأشارت مصادر في عشيرة البونمر إلى أن مسلحي "داعش" أسروا 35 شاباً من مقاتلي العشيرة بعد معارك في منطقة المحبوبية قرب هيت غرب المحافظة، واقتادوهم إلى ساحة الإعدامات وسط هيت. يأتي ذلك، في وقت تزداد فيه أهمية المنطقة كونها تسيطر على الطريق السريع المؤدي إلى سورية والأردن، وكذلك لسيطرة التنظيم على مناطق واسعة بمحافظة الأنبار، ومركزها مدينة الرمادي، حيث طالب مجلس المحافظة الحكومة المركزية بدعم مسلحي العشائر. وفي محافظة صلاح الدين أعلنت اللجنة الأمنية للمحافظة أن قوات الأمن العراقية تمكنت من السيطرة على قضاء بيجي شمال تكريت بشكل كامل بعد اشتباكات مع المتطرفين. فيما قتل شخص وأصيب أربعة بجروح في سقوط قذائف هاون بعيد منتصف ليل أول من أمس على غرب مدينة كربلاء في جنوبالعراق. وبحسب مصادر أمنية وطبية، فقد سقطت القذائف في منطقة سوق البصرة على بعد نحو سبعة كيلومترات من مركز مدينة كربلاء. في المقابل، أوعز رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى أنصاره بحمل السلاح لمواجهة تقدم تنظيم داعش لمدينة سامراء، حيث تحوي المدينة مرقد أحد المراجع الشيعية. وعزا الصدر في بيان صادر عن مكتبه دخوله على الخط عسكرياً، لما قال إنه "صد لحرب طائفية قد تنشب". إلى ذلك، أعلنت ألمانيا أول من أمس عن إرسال نحو مئة جندي ألماني قريبا إلى شمال العراق للمشاركة في بعثة دولية لتدريب القوات العراقية على محاربة تنظيم "داعش".وعقدت الحكومة الألمانية اتفاقا سياسيا لإرسال "قرابة مئة جندي" إلى العراق في إطار "عملية منسقة مع دول أخرى مثل إيطاليا وهولندا وبعض الدول الإسكندنافية"، كما أعلن المتحدثان باسم وزارتي الدفاع والخارجية في مؤتمر صحفي في برلين.ويتوقع إقرار هذه المهمة رسميا الأسبوع الجاري في اجتماع لمجلس الوزراء ثم عرضه للتصويت في البوندستاج "مجلس النواب" قبل أعياد الميلاد. يذكر أن ألمانيا لا تشارك في الضربات الجوية بالعراق، ولكنها شاركت في عمليات تسليم أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في شمال البلاد، كما قامت بتدريب بعضهم على استخدام هذه الأسلحة في ألمانياوالعراق.