زاد اتهام الرئيس الأميركي باراك اوباما لروسيا خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض قبل سفره في اجازة، باعتماد «خطاب معادٍ» للولايات المتحدة في عهد فلاديمير بوتين، غضب الكرملين، خصوصاً أن الأول تحدث عن الرئيس الروسي بلغة «غير ديبلوماسية»، وشبهه ب»طفل لا يكترث يجلس في آخر الحجرة الدراسية»، قبل ان يستدرك قائلاً «لكن الحقيقة ان محادثاتنا مثمرة جداً غالباً». وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما اليكسي بوشكوف ان «عملية إعادة تفعيل العلاقات مع روسيا التي أطلقها أوباما لدى وصوله إلى البيت الأبيض دفنت تماماً». لكن وزير الخارجية سيرغي لافروف سعى الى تخفيف التوتر، معلناً ان «لا حرب باردة جديدة» بين موسكووواشنطن، ومقللاً من أهمية تأثير نيل المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن اللجوء في روسيا الأسبوع الماضي، على العلاقات بين الجانبين «لأن هذه القضية لم تبحث إلا قليلاً». ورغم اعلان اوباما الغاء لقائه بوتين في موسكو على هامش قمة «العشرين» في سانت بطرسبورغ، مبرراً قراره ب «عدم إحراز تقدم كاف في معالجة قضايا جوهرية في العلاقات الأميركية - الروسية»، قال لافروف ان «القمة لم تلغَ بل أرجئت»، فيما كشفت مصادر ديبلوماسية روسية ان موسكووواشنطن ستوقعان وثائق مهمة خلال القمة. واعتبر بوشكوف أن «العلاقة مع روسيا يمكن أن تكون مفيدة فقط في حال استخلصت الإدارة الأميركية النتائج الصحيحة من التحليلات والتقويمات التي تنوي إجراءها». وأضاف:» لو استفاضت واشنطن في تحليل الوضع المتأزم الآن، ستلاحظ أننا لم نصنعه، إذ لم ننتقد الانتخابات الأميركية، خلافاً لمواقفها من انتخاباتنا». وكان اوباما صرح بأن «البلدين حققا نجاحات كبيرة في حل مسائل بينها الوضع في افغانستان، وانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. لكن الخطاب النمطي من أيام الحرب الباردة أخذ يعود إلى مواقف روسيا من بناء علاقاتها مع الولاياتالمتحدة». واعتبر هذا التطور الأسوأ منذ وصول اوباما إلى السلطة عام 2009، ما يؤكد ان العلاقات الروسية - الأميركية اتجهت نحو مرحلة فتور تعد سابقة منذ انهيار الدولة السوفياتية. ومنح روسيا اللجوء الموقت لسنودن اعطى واشنطن سبباً مباشراً لتصعيد لهجتها وإعلانها أن «الوقت حان للتوقف وإعادة تقويم العلاقات مع موسكو، على خلفية تنامي الخطاب المعادي لأميركا في روسيا» كما قال اوباما، في أقوى انتقادات وجهتها إدارته إلى الكرملين. ورغم حرص اوباما على تأكيد استمرار «علاقاته الشخصية الطبيعية مع بوتين، ما يسمح بمناقشة كل المشاكل الشائكة بصراحة وبطريقة بناءة»، فإن إعلان حضوره قمة مجموعة العشرين في روسيا من دون لقاء بوتين، دفع أوساطاً قريبة من الكرملين الى القول إن «الإدارة الأميركية قررت مراجعة علاقاتها مع بوتين، وشطب روسيا من لائحة الدول المهمة لسياستها الخارجية، ما يعني دخول العلاقات مرحلة فتور طويلة قد تستمر حتى نهاية الولاية الثانية لأوباما عام 2017»، كما نقلت صحيفة «كوميرسانت» عن خبراء روس وأميركيين. واعتبر مصدر في الكرملين أن اعلان واشنطن استبدال زيارة اوباما لموسكو بأخرى إلى استوكهولم «غير منطقي»، وزاد «حين تقول واشنطن أن لديها ما تتحدث به مع استوكهولم وليس لديها ما تتحدث حوله مع موسكو، يحتاج ذلك الى نقاش».