أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، في بيانين منفصلين أمس (الخميس) عن امتنان الأول لإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (الأربعاء) تبرع المملكة ب100 مليون دولار لمركز مكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، وترحيب الثاني وتقديره للتبرع السخي من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. واعتبر كيري ذلك تجسيداً لالتزام السعودية دعم وتقوية التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. وقال باني كي مون إن السعودية، باعتبارها من الدول الأعضاء المؤسسة للأمم المتحدة، ظلت تدعم على الدوام جهود المنظمة الدولية في أرجاء العالم في مجالات مختلفة. (للمزيد) وأضاف أن الدعم السعودي الأخير سيعزز بدرجة كبيرة قدرات الأممالمتحدة في مساعدة الدول الأعضاء من خلال مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب والأجهزة الأخرى التابعة للمنظمة الدولية في تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب. ورأى مراقبون في الرياض ولندن ونيويورك أمس أن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين إلى المسلمين لمناسبة حلول عيد الفطر تضمنت مؤشرات مهمة إلى الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية والعربية، خصوصاً من ناحية استشراء ظواهر التحزب الديني، ومحاولات تجيير الدين لتحقيق مصالح سياسية من طريق التزييف والتدليس والانحراف الفكري. وأضافوا أن إشارة الملك عبدالله في كلمته غير مرة إلى شعوره بالألم والأسى حيال الواقع الذي تعيشه الأمة، تؤكد تفاعل خادم الحرمين الشخصي مع قضايا العالم العربي والإسلامي. وأوضحوا أن ما ورد في كلمة الملك عبدالله بشأن ضرورة تفعيل مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب يضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي للمسارعة لتفعيل هذا المركز الذي يخدم مصلحة العالم أجمع، وليس السعودية فحسب. ورأوا أن مسارعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري للترحيب بتبرع المملكة للمركز المذكور ب100 مليون دولار يبشر بتفاعل دولي نشط مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين، لتعزيز تنسيق تبادل وتدفق المعلومات من الدول الأعضاء إلى المركز لكبح آفة الإرهاب، التي حذّر الملك عبدالله من أن الحرب ضدها ربما تطول وتتوسع. وقال عضو هيئة حقوق الإنسان الدكتور محمد عبدالكريم السيف ل«الحياة» أمس إن كلمة الملك من جوار الكعبة المشرفة، في ساعة حقق المسلمون مرضاة ربهم في ليلة العيد، تؤكد أنه عزَّ على خادم الحرمين الشريفين هذا العوار البيّن والصدع المتسع في جسد الأمة، والفواجع المتوالية في أركانها. وأضاف السيف: «إنها نداؤه الصادق ودعوته إلى الاحتكام إلى العقل والبصيرة، ونبذ الاختلاف، والأخذ بالأسباب الكفيلة بحماية دماء المسلمين، وحرماتهم، وأموالهم»، مؤكداً أن هذا ديدن الملك عبدالله عندما تصاب الأمة.