طغى على حركة أسواق النفط العالمية أمس، قلق المستثمرين حيال سحب برنامج الحفز النقدي الذي يعتمده البنك المركزي الأميركي، وبيانات صينية حول تحسّن حركة التجارة، وتباين تأثير هذين العاملين بين سوق وأخرى في العالم. وشهدت حركة التطوير والإمدادات في الدول المنتجة تطورات، تمثلت بتوقيع مجمع «سوناطراك» الجزائري وشريكه «جي دي أف سويز» مع شركة «تيكنيكاس ريونيداس» الإسبانية، عقداً ببليون دولار لتطوير حقل غاز جنوبالجزائر. وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية، بأن الشركة الإسبانية «تنافست مع 15 شركة أخرى للحصول على هذا العقد». ويقضي هذا العقد بإنجاز محطة لمعالجة الغاز وشبكة للجمع ب 14.2 مليون متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، لإنتاج 12.8 مليون متر مكعب يومياً من الغاز، و1803 برميل يومياً من الغاز المكثف. وتحدّدت فترة إنجاز هذه المنشآت ب 40 شهراً، ويُتوقع أن تدخل حيّز التشغيل نهاية عام 2016 ، إذ ستسمح بإنتاج 4.6 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز الخام. وفي اليمن، استؤنف ضخ النفط من خط أنابيب التصدير الرئيس، بعد تصليحه عقب هجوم شنه مسلحون قبليون. ويعتمد اليمن على صادرات الخام لدعم احتياطات النقد الأجنبي وتمويل نحو 70 في المئة من الإنفاق الحكومي. وفي ليبيا، سجل إنتاج النفط مزيداً من التراجع مع عزم العمال في شركة الخليج العربي للنفط (اجوكو) خفض الإنتاج احتجاجاً على تغييرات إدارية. وقال نائب رئيس اتحاد عمال النفط سعد دينار في تصريح إلى وكالة «رويترز»، إن أعضاء الاتحاد «قرروا خفض الإنتاج عشرة آلاف برميل يومياً، إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبهم». ويريد الاتحاد أن تبقي الشركة على رئيس مجلس الإدارة الحالي، وفصل «اجوكو» عن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية. وتصل الطاقة الإنتاجية ل «اجوكو» إلى 425 ألف برميل يومياً، ويُصدّر الخام عبر مرسى الحريقة. وفي أسواق النفط، استقرت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي فوق 104 دولارات للبرميل في بداية التعامل في آسيا أمس، قبل نشر بيانات اقتصادية قوية من الصين ربما تنطوي على مؤشرات إلى مستقبل الطلب، بعد تراجعها على مدى أربع جلسات متأثرة بانحسار المخاوف في شأن الإمدادات، وقلق المستثمرين من احتمال تقليص إجراءات التيسير النقدي في الولاياتالمتحدة. وارتفع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف في بورصة «نايمكس» لتسليم أيلول (سبتمبر) 16 سنتاً إلى 104.53 دولار للبرميل. وزاد سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام «برنت» 11 سنتاً إلى 107.55 دولار للبرميل. وفي سوق نيويورك، انخفضت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي أول من أمس. ولمّح مسؤولون في البنك المركزي الأميركي، إلى احتمال أن «يبدأ البنك سحب برامج شراء السندات في أيلول المقبل، ما يزيد القلق في شأن توقعات الطلب على النفط. وأبطل ذلك تأثير أخبار عن توقف إمدادات في ليبيا، وانخفاض كبير في مخزون الخام الأميركي الأسبوع الماضي. وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 74 سنتاً إلى 107.44 دولار للبرميل عند التسوية، بعدما سجل 107.07 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت الأسعار من نحو 100 دولار للبرميل مطلع تموز (يوليو)، لتسجل أعلى مستوياتها في أربعة أشهر فوق 110 دولارات الجمعة الماضية. وفي سوق لندن، تراجع «برنت» إلى ما دون 107 دولارات للبرميل أمس، مع تغاضي المستثمرين عن أرقام قوية لواردات الصين من النفط وتركيزهم على إمكان تقليص برنامج الحفز الاقتصادي في أميركا. ويشعر المتعاملون في سوق النفط بقلق حيال تراجع السيولة في الأسواق العالمية، في حال خفض البنك المركزي الأميركي برنامجه للحوافز النقدية المُحتمل حصولها الشهر المقبل. وطغت هذه المخاوف على أنباء متفائلة من الصين، إذ ارتفعت الصادرات والواردات الشهر الماضي، متجاوزة توقعات المحللين مع صعود واردات النفط الخام إلى مستوى قياسي بلغ 6.15 مليون برميل يومياً. وترك انخفاض مخزون النفط الخام في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أيضاً بعض التأثير الإيجابي، إذ تراجع المخزون 1.32 مليون برميل الأسبوع الماضي. وانخفض خام «برنت» تسليم أيلول 53 سنتاً إلى 106.91 دولار للبرميل، بعدما ارتفاع إلى 107.86 دولار. وتراجع الخام الأميركي الخفيف 21 سنتاً إلى 104.16 دولار للبرميل.