دعمت الحكومة السورية قطاع النفط الذي تعرض لضرر بالغ جراء الازمة المستمرة في البلاد منذ اكثر من عامين، باكثر من نصف بليون دولار اميركي خلال الاشهر الستة الماضية، بحسب ما افادت وزارة النفط والثروة المعدنية. وافادت الوزارة انها قامت بدعم المحروقات "بقيمة 112,131 بليون ليرة سورية (560 مليون دولار) لتلبية احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية"، بحسب بيان تلقت وزارة وكالة فرانس برس نسخة منه. وتشكل قيمة هذا الدعم ما نسبته تسعة بالمئة من موازنة الدولة. وذكرت الوزارة ان اجمالي انتاج النفط في سورية خلال النصف الاول منذ هذا العام تراجع بنسبة 90 بالمئة عما قبل اندلاع الازمة، ليبلغ خلال الاشهر الستة 39 ألف برميل يوميا، مقابل 380 ألفا قبل منتصف آذار/مارس 2011. وعزت الوزارة تراجع انتاج النفط "لسوء الاوضاع الامنية في مناطق تواجد الحقول والاعتداءات التي تعرضت لها هذه الحقول من حرق وتخريب بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة" على البلاد. ودعمت الحكومة السورية في شكل مستمر النفط، اضافة الى الكهرباء والسكر والارز والطحين. ودفعت الازمة الراهنة الحكومة الى استيراد حاجتها من النفط في شكل شبه كامل من المحروقات، لا سيما من ايران حليفة نظام الرئيس بشار الاسد. وفتحت ايران خط ائتمان بقيمة 3,6 بلايين دولار لدمشق في نهاية تموز/يوليو 2013 لتغطية حاجات دمشق من النفط، وذلك مقابل حق الاستثمار في سورية، بحسب مصدر رسمي. وفي حزيران/يونيو الماضي، اعلن وزير النفط سليمان عباس ان الحكومة ستخصص 500 مليون دولار شهريا لاستيراد المشتقات النفطية. وكانت صحيفة الثورة الحكومية افادت منتصف تموز/يوليو 2013 ان "اجمالي خسائر النفط المباشرة وغير المباشرة في سورية بلغت 1.2 ترليون ليرة (ست بلايين دولار اميركي) منذ بداية الازمة". وشدد عباس على اهمية صيانة حقول النفط والتجهيزات التي تضررت جراء "الاعتداءات الارهابية المتكررة" ضد الاقتصاد السوري، في اشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يعدهم النظام "ارهابيين". وتقع غالبية الحقول النفطية في البلاد، والمتركزة في شمال البلاد وشرقها، تحت سيطرة مقاتلي المعارضة او المقاتلين الاكراد. من جهة اخرى، افادت الوزارة في البيان نفسه ان انتاج الغاز يبلغ حاليا 16,7 مليون متر مكعب يوميا، في مقابل 30 مليونا قبل اندلاع الازمة. وانعكست الازمة بشكل هائل على الاقتصاد حيث تدهور انتاج النفط الذي يشكل ابرز مصدر للعملات الاجنبية في سورية، وانخفضت الاستثمارات والسياحة والتجارة الخارجية الى ما يقارب الصفر، بحسب خبراء.