مليئة بالمآسي وأصناف المعاناة المؤلمة، والواحد منا تجده يروح ويغدو صحيحاً معافى، ومع ذلك يتضجر من همومه الصغيرة، ونسينا أن نتساءل: كيف ستكون حالنا لو كنا عاجزين عن الحركة، أو ابتلانا الله بعلة لا فكاك منها، أو بمرض يكلف شفاؤه كثيراً من المال؟ ما أجمل أن نحمد الله على النعم، ونتذكر معاناة الآخرين حولنا، وننفعل ونتفاعل معها إيجاباً بما يتيسر لنا، ولنتذكر دائماً أن العمر رحلة قصيرة الأجل، فقد نبيت العشاء مطمئنين، فتعاجلنا المنايا في السحر، وحينها لن ينفعنا إلا صالح الأعمال. «أرجوكم أنقذوا ابنتي وساعدوها لتسترد عافيتها»، بهذه الكلمات تحدث إلى «الحياة» والد أفراح مختصراً المعاناة الكبيرة التي تعيشها ابنته أفراح البالغة من العمر 16عاماً (إرترية الجنسية)، والمصابة بالفشل الكلوي و«الذئبة الحمراء» وارتفاع ضغط الدم، وسبق لها التنويم مرات عدة في مستشفى مدينة الملك سعود الطبية جراء التهابات رئوية وتشنجات نتيجة لارتفاع ضغط الدم على الدماغ. ويضيف: «تعرضت ابنتي لفشل كلوي مزمن وبدأت الغسيل الدموي بواقع ثلاث جلسات أسبوعية من طريق القسطرة العنقية، ثم تم تغيير القسطرة مرات عدة وذلك نتيجة تعرضها للتهابات متكررة ومن ثم انسداد في أوردة العنق، ثم انتقلت القسطرة لمنطقة الفخذ وبعدها تسببت «الذئبة الحمراء» في انسداد الأوعية الدموية في الفخذ، بعدها انتقلت المريضة للغسيل من طريق الوريد الكبدي بقسطرة موصلة من جدار المعدة ما سبب لها آلاماً متكررة وصعوبة في ممارسة نشاطاتها اليومية». وأكد أن التقارير الطبية تقول إن أفراح بحاجة ماسة إلى كل الدعم الممكن، وبحاجة لعمل زراعة للكلى حتى تستطيع ممارسة حياتها مرة أخرى في صورة طبيعية. ويتابع والدها والذي يعمل في السعودية منذ 20 عاماً: «قلبي يعتصر ألماً وحزناً على الحال التي وصلت إليها ابنتي، أنا أب لطفلة مريضة بالفشل الكلوي ومنذ أعوام وهي تقوم بغسيل الدم من طريق القسطرة والأجهزة وكلتا الطريقتين الآن لم يعد لهما فائدة لانسداد شرايينها، وقرر الأطباء أنه ليس هناك علاج لها، إلا من طريق غسل البروتين أو زرع الكلى وأنا لم أعد أملك شيئاً». وأشار إلى ابنته لم تعد تحتمل معاناة كل تلك الأمراض «أنا وإخوتها ووالدتها تعبنا كثيراً لم تنطبق علينا الشروط كي نستطيع أن نتبرع لها بإحدى كلانا». ويستطرد: «أملي بالله سبحانه وتعالى كبير في أن أجد من يساعدني لإنقاذ ابنتي، فأنا غير قادر على تحمل تكاليف علاجها، والحيرة تتملكني والحزن يحيط بي من كل جانب والخوف على ابنتي بات كابوساً يؤرقني في منامي، ولا أعلم كيف أتصرف، ولكني متأكد أن الخير باقٍ في هذه البلاد المباركة، وأملي كبير في إنقاذ ابنتي من براثن هذا المرض ومساعدتها في العلاج في أقرب وقت، فأنا غير قادر على ذلك».