قتل أربعة أشخاص على الأقل، يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، في غارة جوية نفذتها على الأرجح طائرة اميركية بلا طيار في محافظة مأرب شرق اليمن أمس، فيما أعلنت صنعاء انها حصلت على معلومات عن تخطيط التنظيم لمهاجمة منشآت عامة في نهاية شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر. كما عرضت لائحة بأسماء 25 مطلوباً من عناصر التنظيم، معلنة رصد مكافأة مالية مقدارها 5 ملايين ريال (نحو 25 مليون دولار) لمن يساهم في اعتقال أي منهم. تزامن ذلك مع استنفار أمني في العالم لمواجهة هجمات محتملة ل «القاعدة»، خصوصاً لفرعها في اليمن، حيث نفذت الولاياتالمتحدة، بعد ايام على إغلاقها 25 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الاوسط وافريقيا، عملية لإجلاء حوالى 75 من موظفي سفارتها في صنعاء عبر طائرتي نقل عسكريتين. كما نقلت بريطانيا جميع موظفي سفارتها المغلقة منذ الاحد في اليمن «بسبب مخاوف امنية متزايدة». لكن السفارة اليمنية في واشنطن اصدرت بيانا اعتبرت فيه ان اقفال السفارات الاجنبية في صنعاء واجلاء موظفين يضر بالعلاقة مع اليمن ولا يخدم المواجهة المشتركة مع الارهاب. وقالت مصادر يمينة ل «الحياة» إن «طائرة اميركية بلا طيار قصفت سيارة تقلّ عناصر من «القاعدة» في منطقة وادي عبيدة بمأرب، ما أدى إلى تدميرها ومقتل أربعة أشخاص بينهم قيادي محلي في التنظيم ملقب بالجوطي». واعتبرت هذه الغارة الرابعة خلال أقل من أسبوعين لطائرات اميركية بلا طيار في اليمن، بعد استهداف مواقع ل «القاعدة» في أبين وشبوة وحضرموت، ما ادى الى سقوط 14 من عناصر التنظيم. وضمت لائحة «الارهابيين» ال25 المطلوبين السعوديان ابراهيم الربيش وابراهيم العسيري، وهما قياديان في التنظيم الذي اندمج فرعاه السعودي واليمني عام 2009، من اجل تشكيل كيان واحد مقره اليمن يعرف ب «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». ويتولى الربيش منصب المسؤول الشرعي للتنظيم، فيما يعرف العسيري بأنه خبير المتفجرات. وكلاهما مدرج على اللائحة السعودية للارهاب التي تضم 85 مطلوباً. وكان الربيش أعلن في شريط مصور بثته مواقع اسلامية على الانترنت قبل نحو أسبوعين، مقتل الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري في غارة جوية لم يذكر مكانها او تاريخها. ورأى مراقبون ان اغتيال الشهري يوجه ضربة موجعة الى «القاعدة»، ويمثل انتصاراً للولايات المتحدة التي تشن منذ 2002 غارات جوية في اليمن. وكان لافتاً عدم ضم اللائحة اسم زعيم التنظيم ناصر الوحيشي الملقب ب «أبو بصير»، واسم القائد العسكري للتنظيم قاسم الريمي الملقب ب «أبو هريرة الصنعاني». وتزامنت هذه المستجدات مع تشديد السلطات اليمنية في شكل غير مسبوق اجراءات الأمن في صنعاء ومدن أخرى، خصوصاً في محيط السفارات الأجنبية والقنصليات والمنشآت الحيوية. وأعلنت وزارة الداخلية انها ستنفذ خطة أمنية خلال أيام عيد الفطر، تحسباً لهجوم ارهابي محتمل. على صعيد آخر، دمرّ مسلحون قبليون مروحية عسكرية في مأرب، ما ادى الى مقتل طاقمها وقائد اللواء 107 مشاة، المسؤول عن حماية حقول النفط في مدينة صافر. وأبلغ مصدر عسكري يمني «الحياة» ان المروحية رافقت فريقاً هندسياً لإصلاح أنبوب رئيسي لتصدير النفط، فجره مسلحون قبل أيام في منطقة وادي عبيدة.