يخوض المنتخب الجزائري اليوم، "مباراة المونديال"، عندما يلاقي على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة (50 كلم جنوبي) ضيفه المنتخب الزامبي لحساب الجولة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال وبطولة أفريقيا للأمم 2010. ويمنّى الجزائريون النفس بتحقيق الانتصار الثالث، والأهم، بهذا الدور لتعبيد الطريق نحو جنوب افريقيا بعد أقل من عام من الآن، ولا يرون غير الفوز الذي يجعلها اقرب بنسبة 80 في المئة بالمشاركة بالمونديال الافريقي بعد 24 سنة من الغياب عن المسابقة الأبرز في العالم. في حين فإن فوز الضيوف سيعيد الحسابات بالمجموعة، إذ يرتفع رصيدهم إلى سبع نقاط مناصفة مع الجزائر، وبالتالي سيكونون أوفر حظاً للتأهل ما سيعقد من مهمة المنتخب المصري مرة أخرى! وهذه هي المباراة رقم 12 في تاريخ المواجهات الرسمية بين منتخبي البلدين عاد الفوز فيها للجزائر في ست مباريات في مقابل ثلاثة تعادلات وخسارتين. وتلعب المباراة بشبابيك مغلقة بعد أن كانت التذاكر عرضت للبيع، قبل ثلاثة أيام، قد نفدت 18 ألفاً منها في غضون ثلاث ساعات فقط، ما أدى إلى حرمان المئات من المشجعين من الحصول عليها ما سبب بمواجهات مع قوات الأمن أدت إلى إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح وتوقيف نحو 18 من المشجعين وإحالتهم على العدالة. واستدعى الوضع المتفجر قرب ملعب البليدة إلى تدخل عاجل لسلطات المدينة التي اجتمعت سريعاً بمسؤولي الملعب وطالبته بحل المشكلة قبل تفاقمها. وتدخل رئيس الاتحاد الجزائري للكرة محمد روراوة وهدد مدير الملعب باتخاذ الإجراءات القانونية في حال تبين أن مشكلات مفتعلة هي السبب بحرمان المئات من المشجعين من اقتناء تذاكرهم. وعشية المباراة، حذر المدرب الجزائري رابح سعدان لاعبيه من "الوقوع بفخ الغرور"، ودعاهم إلى "نسيان الفوز الذي حققوه على الأراضي الزامبية قبل نحو شهر ونيف"، وذلك "لقوة الزامبيين خارج قواعدهم مثلما فعلوا أمام مصر". واضطر سعدان إلى إعادة مشاهدة مباراة مصر وزامبيا، وكذا زامبيا أمام فريق نيم الفرنسي الواقع في الدرجة الثانية والتي جرت مساء الأربعاء وانتهت بفوز النادي الفرنسي بهدف نظيف، وذلك لتنبيه لاعبيه لقوة وخطورة الضيوف خارج قواعدهم. وكان المنتخب الجزائري خضع لنظام "عسكري" اثناء إجرائه المعسكر التدريبي بفندق الجيش، التابع لوزارة الدفاع الوطني، بعيداً عن أعين الإعلاميين والمشجعين لكنها منحت جواً من الاستقرار والهدوء داخل المعسكر لدرجة أن اللاعبين أدوا صلاة الجمعة داخل الفندق بعد جلب إمام ومؤذن. وفي المقابل، واصل مدرب المنتخب الزامبي الفرنسي إيرفي رونار "مراوغاته"، مؤكداً هذه المرة أن" الجزائر الأقرب للمونديال بينما سنلعب نحن (زامبيا) لأجل التأهل إلى بطولة أفريقيا للأمم، لكنه شدد على أن عناصره ستبذل قصارى جهدها فوق الميدان "إذا خسرنا فإننا لن نخسر شيئاً طالما أن هدفنا يبقى الوصول إلى نهائيات أمم أفريقيا". وهي تصريحات لم تنطل على أحد على اعتبار أن الأخير حضر للجزائر هذه المرة، وأكدتها تصريحاته السابقة، لأجل "الفوز ليس إلا". ويتلاقي ذلك مع تصريح لنجم التماسيح نوواه شيفيتا، غداة وصولهم للجزائر، أكد خلاله أن «اللاعبين كما مدربهم يحلمون ببلوغ المونديال"، مضيفاً أن "المدرب لا يفتأ يدعونا للوثوق بقدراتنا وقدرتنا على بلوغ المونديال. لقد استوعبنا جيداً هذا الخطاب ونحن قادرون على تحقيق الحلم".