كشفت مصادر أمنية يمنية ل «الحياة»، أن السعوديين الخمسة الذين تم القبض عليهم أول من أمس، كانوا يخططون لتنفيذ عملية تفجير، تستهدف منشأة حيوية يمنية أو تجمعات لعسكريين ومدنيين، مرجحة أن يكون المستهدفون من مناصري جماعة «الحوثي»، لافتة إلى أنهم ينتمون إلى فرع تنظيم القاعدة في اليمن (أنصار الشريعة). وفيما رفض القائم بالأعمال في السفارة السعودية في اليمن هزاع المطيري، التعليق على ما جرى، وذلك في اتصال أجرته «الحياة» معه، لم تستبعد مصادر أمنية سعودية أن يكون للسعوديين الخمسة أو بعضهم علاقة ما بعملية الاقتحام التي نفذها التنظيم ضد منشآت أمنية في مدينة شرورة السعودية، التي ينحدر منها ثلاثة من الموقوفين الخمسة على الأقل. وأعلنت السلطات اليمنية إلقاء القبض على «خلية إرهابية» مكونة من خمسة أشخاص، جميعهم سعوديون، تابعة لتنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». كما قامت ب «تحريز» ورشة مُعدة لتجهيز السيارات المفخخة. وأكد جهاز الأمن القومي اليمني أنه تم «القبض على القيادي في تنظيم «القاعدة» عبدالله خالد علي صالح الصيعري، ويكنى «أبو حمزة الشروري»، وهو أحد عناصر الخلية التي نفذت عملية قتل 14 جندياً في محافظة حضرموت (جنوب شرقي البلاد)، في الثامن من آب (أغسطس) الماضي، إضافة إلى مصلح يسلم محمد الصيعري المكنى «أبو مازن الشروري»، وصلاح سالم عوض الصيعري المكنى «أبو سلامة». فيما لم يتسن التعرف على العنصرين الآخرين. وكشفت مصادر مطلعة بأن عملية الدهم التي نفذتها أجهزة الأمن اليمنية على منازل تابعة لعناصر من «أنصار الشريعة»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، بعد عملية اغتيال رئيس شعبة الإمداد بدائرة الأشغال العسكرية، علي زيد الذاري، في المنطقة ذاتها، نفذها مجهولون على متن دراجة نارية، في حين شهدت عملية الدهم التي تمت أخيراً، الكشف عن ورشة معدة لتجهيز السيارات المفخخة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن «مصدر مسؤول» في جهاز المخابرات، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط أمير خلية إرهابية أخرى، وهو عادل محمد أحمد علي الريمي، والمكنى «أبو عطا»، المسؤول عن تنفيذ العملية الانتحارية التي تمت في ميدان التحرير، في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، والتي أسفرت عن مقتل 47 شخصاً، بينهم أطفال، وجرح آخرين، أثناء تجمع محتجين من «أنصار الله» الحوثيين، للتنديد بتكليف أحمد بن مبارك، مدير مكتب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لرئاسة الحكومة المقبلة، الأمر الذي أدى إلى اعتذاره عن المنصب. ويُرجح أن تبادر الحكومة اليمنية إلى تسليم السعوديين الذين تم إلقاء القبض عليهم إلى نظيرتها السعودية، على غرار ما جرى في أوقات سابقة، حين تسلمت وزارة الداخلية السعودية عدداً من السعوديين المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» الذين تم القبض عليهم من الأجهزة الأمنية اليمنية. إلى ذلك، تطابقت المصادر الأمنية اليمنية مع نظيرتها السعودية في الإشارة إلى «المأزق» الذي يعيشه السعوديون المنتمون إلى «تنظيم القاعدة» في اليمن، لافتين إلى تضييق الخناق عليهم من أطراف متعددة، وبخاصة الجيش اليمني ومقاتلي جماعة «الحوثي»، وبعض القبائل اليمنية، التي تناصب «القاعدة» العداء. فيما لم يُستبعد أن تدفع عملية تضييق الخناق على السعوديين عودة بعضهم إلى المملكة، إما عن طريق تسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية اليمنية أو السفارة السعودية في صنعاء، أو العودة تسللاً إلى المملكة. وكانت الأيام الماضية شهدت مقتل عدد من السعوديين المنتمين إلى فرع «القاعدة» في اليمن، إثر تنفيذهم عمليات انتحارية أو اشتباكات بين التنظيم وجماعة «الحوثي»، وبخاصة في مدينة رداع (محافظة البيضاء)، التي تقع إلى الشرق الجنوبي من العاصمة صنعاء. إذ أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» قبل نحو أسبوع، عن مقتل عنصره السعودي عبدالرحمن المالكي (19 عاماً)، في عملية اقتحامية، استهدفت تجمعاً لمسلحين حوثيين. والمالكي أحد الموقوفين في السجون السعودية. ولكنه غادر إلى اليمن فور الإفراج عنه. وبحسب وصف زملائه، فإن المالكي «قاتل مع تنظيم «أنصار الشريعة»، وقلبه معلق في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)». حتى لُقب ب «أمير الدولة لشدة حبه لها». وشارك المالكي في معارك عدة ضد الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين، في حضرموت وجبال شبوة، حتى قتل في رداع. وشارك المالكي في عملية اقتحامية استهدفت تجمعاً لمسلحين حوثيين، إلا أنه لم يُقتل، بل أصيب خلالها. فشارك في اقتحام ثان في المكان ذاته، حتى قضى فيه.