خلال شهر رمضان المبارك يتحول سوق كياد الشعبي إلى مزار يومي وينتقل إلى موقع مجاور آخر مع تحول صنوف معروضاته إلى ما يناسب حاجات رمضان، ويبقى السوق الأساسي في المكان نفسه مع تغير طفيف في موعده محافظاً على عاداته نفسها ومعروضاته التي يغلب عليها الملابس التقليدية والأنعام بصنوفها سيما الماعز والحلوى التهامية التراثية المعروفة (المشبك والمضروب والسمسمية وشعر البنات) وتعمل بطريقة بدائية مع الاهتمام بالأصباغ التي تعطيها نكهة متجددة ولوناً جاذباً، إضافة إلى الحبوب والذرة والسمن وزيت السمسم والخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك إلى جانب أسواق الطيور والحمام وأدوات الزراعة والحراثة وكل ما يعني سوقاً شعبية جرت العادة أن تعبر عن صناعات الأهالي واهتماماتهم وحاجاتهم ومتطلباتهم. ويلحق بكل سوق شعبية جانب نسائي يقوم بعمل طعام للزائرين والمتسوقين وهذا التقليد ما زال قائماً حتى اليوم، إذ تجده في سوق الجمعة بعمق، وسوق الخميس بالقوز إلى جانب سوق كياد، إذ يتولى «المعيّشات» عمل «السمك والخمير مع الصليط والبقل» بكلفة يسيرة ومذاق فريد، وتتميز بعض الأسواق الشعبية التهامية بتقديم هذه الوجبات على امتداد اليوم المعتمد للسوق، وربما زارهم من مناطق مختلفة ومتباعدة لا ينوون سوى الإطعام عندهم والتذوق من عملهم سيما وأن الأسواق جعلت في موقع يحاذي الطريق الدولي جدة - جازان ما يستدعي المسافرين للنزول ضيوفاً على بساط التقدير والعرفان. وقامت البلديات أخيراً بعمل تنظيم صارم وإحداث بنايات حديثة بغرض تحديث عملية التسوق والتبادل التجاري فيها ولكن الكثير من كبار السوق وتجاره وزائريه يطالبون بالحفاظ على هويته التقليدية وصورته التراثية الأصيلة مع رغبتهم في التطوير والتحديث بما يعود بالنفع على منتجاتهم وحركة أسواقهم.