توجه الناخبون في زيمبابوي نحو صناديق الاقتراع أمس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية يُخشى أن يشوبها تزوير لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الذي يحكم البلاد منذ 33 سنة. وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها أمام نحو 6,4 مليون ناخب دُعيوا للمشاركة في الانتخابات التي يتنافس فيها الرئيس موغابي وخصمه رئيس الوزراء مورغان تشانغيراي. وأوحى موغابي عشية العملية الانتخابية، بأنه يحترم الديموقراطية رغم أن الانتخابات السابقة التي خاضها شابتها أعمال عنف وتزوير، فوعد مباشرةً على التلفزيون بأن يحترم النتيجة اياً تكن. ورداً على سؤال عن احتمال حصول تزوير، قال موغابي في مؤتمر صحافي نقلت وقائعه مباشرة: «أبداً، لا نقوم بأشياء مماثلة. لم نغش. ليست المرة الاولى التي نصوت». لكنه كان وعد قبل يومين ب «العمل على توقيف» رئيس الوزراء اذا كان ينوي كشف النتائج قبل اعلانها رسمياً، أي بعد خمسة أيام من عملية الاقتراع. في المقابل، كان حزب خصمه الأساسي تشانغيراي يندد بحصول تزوير في القوائم الانتخابية التي نُشرت قبل أقل من 24 ساعة على بدء الاقتراع. ووعد موغابي بعد الإدلاء بصوته في مدرسة ابتدائية في مدينة الصفيح هايفيلد، في العاصمة هراري بأن تجري الانتخابات بحرية وعدالة. وقال: «إنني واثق من أن الناس سيصوتون بحرية ولن يمارَس أي ضغط على أيٍ كان». وأضاف أن «كل شيء على ما يرام الآن». في المقابل، أكد تشانغيراي أنه واثق من الفوز، قائلاً أن حزبه «سيحقق فوزاً مدوياً»، مؤكداً: «إنها لحظة تاريخية لنا جميعاً». وتابع أن التصويت لحظة مفعمة بالمشاعر «بعد النزاع والطريق المسدود وعدم الثقة والعداء». وأضاف: «اخيراً ستتمكن زيمبابوي من التحرك من جديد». وفي سياق آخر، سلم الوزير المنتدب لدى رئيس الوزراء والعضو في حزب تشانغيراي، جايسمون تيمبا قائمة بأسماء ناخبين وهميين لمراقبي مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية، الذين حضروا للتأكد من صدقية الانتخابات إلى جانب مراقبي الاتحاد الافريقي. وقال تيمبا: «شاهدنا أسماء كثيرة وردت مرتين في القائمة حيث تلاحظون أن هناك أشخاصاً سُجلوا مرتين، تاريخ الولادة نفسه والعنوان نفسه ولكن هناك فارق بسيط في أرقام هوياتهم، وهذا الأمر حصل في مختلف أنحاء البلاد». وسيكون رأي المراقبين الأفارقة حاسماً في مدى ديموقراطية الانتخابات، خصوصاً أن موغابي منع مراقبي الاتحاد الاوروبي من دخول زيمبابوي. وينتظر الاتحاد الاوروبي ما سيعلنه المراقبون الأفارقة، لتقييم علاقته مع موغابي الذي بات شخصاً غير مرغوب فيه في اوروبا منذ عام 2002 بسبب الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الانسان. وأبدت واشنطن خشيتها من عمليات تزوير محتملة، وصرحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي بأن «الولاياتالمتحدة وشركاءنا الدوليين لا يزالون يدعون الى انتخابات سلمية، شفافة وصادقة»، مضيفةً: «نظل قلقين من انعدام الشفافية في التحضير للانتخابات».