إلى جانب سيفي «جهيمان» و«السلطان» وتعليمه وإخوته أحكام وتعاليم الدين الحنيف وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية «بقطع رؤوس المحكومين»، يسترجع ابن السياف السعودي الشهير سعيد البيشي ذكريات والده في رمضان بعد مرور 22 عاماً على وفاة والده في عام 1412ه. ويتذكر السياف عبدالله البيشي الذي ورث عن والده مهنة القصاص، حرص والده على جمع أفراد الأسرة على سفرة إفطار واحدة خلال شهر رمضان، موضحاً أنه كان يفضل قضاء رمضان بين أفراد الأسرة، إضافة إلى أداء الصلوات في المسجد. رغم مرور عشرات السنين على وفاة والده السياف الشهير سعيد البيشي، إلا أن ابنه «عبدالله» لا يزال يحتفظ بالكثير من المواقف لوالده سواء في رمضان أم غيره من الأشهر. ويتذكر البيشي حرص والده على جمع أفراد الأسرة على سفرة إفطار واحدة خلال شهر رمضان، موضحاً أنه كا ن يفضل قضاء رمضان بين أفراد الأسرة، إضافة إلى أداء الصلوات في المسجد. ويقول السياف عبدالله البيشي الذي يعد ثاني أقدم السيافين الموجودين حالياً في وزارة الداخلية السعودية ل «الحياة»: «هناك موقف إنساني مر به والدي وكنت إلى جانبه في ذلك اليوم حين تقرر تنفيذ الحكم بشاب من المقيمين في السعودية وبعد محاولات عدة بذلت مع والدة القتيل لتعفو عن القاتل إذ إنه ما زال في مقتبل العمر رفضت أم القتيل التنازل على رغم تدخل الكثير من أهل الخير وبقيت مصرة على تنفيذ الحكم، إذ إن القتيل هو ابنها الوحيد ولا بد من إتمام القصاص». كما تحدث البيشي الابن حالياً عن أبرز المتعلقات التي لا تزال راسخة في ذاكرته أبرزها السيف الذي نفذ به والده حكم القصاص على جهيمان الذي احتل الحرم المكي الشريف مدة أسبوعين في الأول من محرم عام 1400ه، وروع الآمنين فيه، إضافة إلى سيف «السلطان» الذي يستخدم في حال تنفيذ أحكام القصاص في أكثر من شخص. ويستطرد قائلاً «كان لدى والدي في تلك اللحظة إحساس بأن قلب هذه الأم يمكن أن يرق، وتعفو عن ذلك الشاب، وذهب إليها وفي يده السيف الذي سينفذ به عملية القصاص بعد ثوانٍ معدودات وكان الشاب في وضعه الخاص بتنفيذ الحكم، وسألها إن كانت تريد أن تعفو عن ذلك الشاب، فبادرته بالرفض وأصرت على تنفيذ الحكم، فتوجه الوالد نحو الشاب المحكوم ورفع السيف عالياً ثم خاطبها بالقول بعد لحظة سأفصل رأسه عن جسده فإن رق قلبك فأرفعي يدك، وبالفعل كانت لحظات إنسانية مؤثرة جداً فما إن رفع السيف للمرة الأخيرة ليهوي به على عنق المحكوم فإذا بأم المقتول ترفع يدها منادية عليه دعه فقد عفوت عنه، فتدافع الناس نحوها وهم يهللون ويكبرون ويدعون لها بالجنة جزاء ما فعلت». وكشف السياف عبدالله بن سعيد البيشي عن أمور كثيرة من أسرار والده «سعيد» ومهنته التي يراها كثيرون بأنها غامضة جداً، وتحدث عن حياة والده الخاصة خلال شهر رمضان خصوصاً قبل وفاته، موضحاً أنه يحرص على أداء العمرة خلال العشر الأواخر من رمضان. وحول العمل الذي كان يقوم به والده في آخر رمضان يصومه، أكد عبدالله أنه كان يصطحبنا أنا واثنين من أشقائي معه في صلاة العصر إلى المسجد وبعد الانتهاء من الصلاة يقوم بتوزيع المصاحف علينا ونقرأ عدداً من السور ، ومن ثم نذهب إلى شراء حاجات الإفطار والعودة إلى المنزل. وأردف: «كان والدي يحرص كل عام على استضافة أصدقائه السيافين الذين يأتون من مناطق مختلفة لأداء العمرة ويهب معهم إلى مكة». وأضاف أن والده كان يحرص على تعليم أولاده سواء كان من خلال المناهج الدراسية، أم تعليمهم للمهنة التي اكتسبها وهي تنفيذ أحكام الشريعة من خلال «قطع رؤوس المحكومين».