تسابق العاصمة المقدسة الزمن في عمل متواصل لإنجاز ساعة مكةالمكرمة قبل شهر رمضان المبارك، لتكون أم القرى «قبلة وساعة» معا، تخدم أكثر من مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم، وتتفوق على ساعة «بيج بين» الشهيرة في لندن، ليكون توقيت مكة مرجعا عالميا مقابل توقيت جرينتش. ورصدت «شمس» المراحل النهائية لإنجاز المشروع العملاق الذي يتكلف ثلاثة مليارات دولار، حيث اكتملت روعتها بلفظ الجلالة الذي يعلوها من الجهات الأربع بزخرفة إسلامية، وإضافة كل الأجزاء الخاصة بالتوقيت الزمني بكامل محيطها الدائري تقريبا، ويجري حاليا إضافة المؤقتات والعقربين، لتكتمل بشكل نهائي خلال أيام. ويبلغ قطر الساعة 46 مترا، وارتفاعها أكثر من 400 متر من ساحة الحرم، ويمكن رؤيتها وسماع دقاتها في مواعيد الإفطار والإمساك ومواقيت الصلاة على مسافة سبعة كيلومترات، ويمكن مشاهدتها من جميع أحياء العاصمة، وكذلك من طريق مكةالمكرمة - جدة السريع، وتم تركيب مصادر ضوئية «ليزر» على جدران الساعة تصدر إشعاعات في المناسبات المختلفة، كالأعياد، وإشارات ضوئية وقت الأذان، وتم تحديد الألوان «الأبيض والأخضر» و «الأسود والأبيض» كألوان أرضية لمسطحات الساعة ليلا ونهارا، ولها نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار. وتقع الساعة الألمانية الصنع على برج بارتفاع 380 مترا, يحمل أربع ساعات على جهاته الأربع، ومن بين الساعات الأربع ساعتان رئيسيتان بارتفاع يصل إلى ثمانين مترا وبعرض نحو 65 مترا، وقطرهما نحو 39 مترا، أما الساعتان الجانبيتان فيبلغ ارتفاعهما نحو 65 مترا وعرضهما نحو 43 مترا وقطرهما نحو 25 مترا، وهي أكبر ساعة في العالم، إذ إنها أكبر من ساعة بيج بن بستة أضعاف، ويتم ربطها بأكبر مراكز التوقيت العالمية، بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو. وقال نائب المدير العام لفندق برج ساعة مكة الملكي محمد الأركوبي: إن برج الساعة يضم متحفا إسلاميا ومرصدا فلكيا يستخدم لأغراض علمية ودينية، وسيتم بث فيلم وثائقي فور تركيب الساعة الألمانية الصنع على رأس البرج، فيما أكد الباحث في تاريخ وآداب المسجد الحرام عبدالله الزهراني أن الساعة الجديدة ستقر توقيتا عالميا للمسلمين في أنحاء العالم، وتحفظ للأمة هويتها وخصوصيتها .