استعادت القوات النظامية السورية امس، مدعومة بمقاتلي «حزب الله» وميليشيا «الدفاع الوطني»، السيطرة على حي الخالدية في حمص، بعد شهر من بدء هجومها على عدد من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في وسط المدينة، في مسعى لربط الساحل السوري بدمشق، وعزل شمال سورية عن جنوبها. وأكدت مصادر المعارضة انه لا تزال لديها جيوب مقاومة في الخالدية، ولا تزال تسيطر على احياء اخرى في حمص، على الرغم من حملة القصف المركز براً وجواً، وأنها في المقابل عززت هجومها قرب حي جوبر شمال شرقي دمشق وتقدمت في حي العباسيين باتجاه مركز العاصمة، فيما باشرت كتائب اسلامية مقاتلة معركة «بتر الكافرين» في حلب. وعرض التلفزيون الحكومي السوري شريطاً يظهر جنوداً نظاميين في حي الخالدية وسط دمار كبير، وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» ان وحدات من الجيش «قضت على آخر تجمعات الإرهابيين وأوكارهم وفككت العبوات الناسفة التي زرعوها في المنازل والشوارع العامة». وكان مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن قال لوكالة «فرانس برس» إن يوم أمس شهد «أعنف اشتباكات منذ بدء الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة، بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني من جهة، والكتائب المقاتلة من جهة أخرى». في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة، بعدما فاجأ مقاتلو المعارضة قوات النظام بعمليات أدت إلى السيطرة على مبنى مؤسسة الكهرباء قرب حي جوبر قبل ثلاثة أيام، والتقدم في حي العباسيين باتجاه مركز المدينة. وردت قوات النظام بقصف عنيف على المنطقة، وسط اشتباكات في «رحبة الدبابات» في حي القابون شمال دمشق الذي كانت قوات النظام تقدمت فيه وتحاول السيطرة الكاملة عليه لعزله العاصمة عن الغوطة الشرقية وخط الإمداد في باقي مناطق البلاد. وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» بأن غرفة عمليات «الوعد الصادق» التي تضم مقاتلين من كتائب اسلامية عدة، بدأت عملية «بتر الكافرين»، فهاجمت مراكز القوات النظامية في منطقة الليرمون وظهرة عبد ربه في حلب، وسيطرت على عدد من المباني. كما قصفت بالمدفعية الثقيلة فرع المخابرات الجوية في منطقة الزهراء، ما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر القوات النظامية. من جهة اخرى، اندلعت اشتباكات بين «لواء جبهة الأكراد» وبين «جبهة النصرة» في ريف حلب في الشمال السوري، مع استمرارها في شمال شرقي البلاد بين مقاتلي «قوات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «النصرة» من جهة ثانية. وكان «لواء جبهة الأكراد» انتقل من القتال الى جانب «الجيش الحر» ضد قوات النظام في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، الى القتال مع القوات الكردية ضد المتشددين في شمال البلاد. على الصعيد السياسي، قالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» امس ان اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أُرجئ الى منتصف آب (اغسطس) المقبل، بحيث يكون رئيس «الائتلاف» احمد الجربا انهى جولته العربية والدولية التي تشمل زيارة الدوحة ولقاء أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم. وكان مقرراً ان تعقد الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً في الأيام المقبلة تمهيداً لاجتماع الهيئة العامة يومي 3 و4 الشهر المقبل. وأوضحت المصادر ان قيادة «الائتلاف» خلصت الى نتائج ايجابية للجولة، حيث بدا «الائتلاف» متماسكاً في موقفه من الحل السياسي على اساس تنفيذ بيان «جنيف-1» لجهة تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها الإشراف على قوات الأمن والجيش، وكذلك في مقاربته لموضوع تسليح المعارضة وضرورة توفير وسائل الحماية للشعب السوري، وأنه نجح في تقديم صورة ايجابية عن أدائه وانسجام مكوناته.