فاز فلسطيني وعراقيان وثلاثة مغاربة بجوائز ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها التاسعة (2013-2014) والتي يمنحها «المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق» ومقره أبو ظبي ولندن سنوياً في مجالات منها «تحقيق الرحلة» و «الدراسات» و «الرحلة المعاصرة» و «اليوميات». ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنوياً منذ عام 2003. وفاز بالجوائز في الأعوام الماضية 61 باحثاً ومبدعاً عربياً وأجبنياً. واختيرت الأعمال الفائزة هذه السنة من بين 37 مخطوطة من 10 دول عربية، والفائزون في الدورة الجديدة هم الفلسطيني تيسير خلف والعراقيان باسم فرات وشاكر نوري والمغاربة نور الدين شوبد وعبد العزيز الراشدي ومليكة نجيب. ونال جائزة تحقيق المخطوطات الفلسطيني تيسير خلف عن جمع وتحقيق رحلات البطريرك ديونيسيوس التلمحري في عهد الخليفتين المأمون والمعتصم، وهو نص فريد حسب البيان الذي قال إن البطريرك السرياني عاصر أربعة خلفاء من بني العباس (هارون الرشيد ومحمد الأمين وعبد الله المأمون ومحمد المعتصم) وترك «الشهادة المعاصرة الوحيدة على كثير من الوقائع والأحداث التاريخية المفصلية والتي دونت وقائعها في كتب التاريخ العربية نقلاً عن روايات شفهية بعد عقود طويلة». وفي فرع تحقيق المخطوطات أيضاً فاز المغربي نور الدين شوبد عن تحقيق «الرحلة الحجازية» لأبي عبد الله محمد بن اطيب الشرقي الفاسي، والرحلة التي لم يسبق تحقيقها من أمهات الرحلات المغربية إلى الحج في القرن الثامن عشر. وفي فرع الدراسات، فازت المغربية مليكة نجيب عن كتابها «المرأة تمثلاً وتمثيلاً في الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و19»، وتتناول فيه مظاهر حضور المرأة في كتابات الرحالة إلى أوروبا في تلك الفترة للتوصل إلى أسباب تكريس دونية المرأة ومحاصرتها بين دهاليز التبعية والتهميش. وفي فرع اليوميات فاز الروائي العراقي شاكر نوري عن كتابه «بطاقة إقامة في برج بابل... يوميات باريس» الذي سجل فيه أكثر من ثلاثين سنة قضاها في باريس «متسلحاً بثقافة عالية وبحث دؤوب وحياة استبطنت تلك المدينة التي شغلت الرحالة والمقيمين القريبين والبعيدين». وفي فرع الرحلة المعاصرة فاز المغربي عبدالعزيز الراشدي عن كتابه «سندباد الصحراء... مشاهدات من جنيف وباريس والمنامة وعمان ودمشق والقاهرة وبيروت ومراكش ومدن أخرى». وهي يوميات كتبها «بلغة شعرية موحية وجذابة... تتدفق الأسئلة المضمرة في دهشة الكلام عما يرى الكاتب وما يسمع» عبر رحلاته في مدن لا يجمع بينها إلا الكاتب نفسه. وفي الفرع ذاته، فاز العراقي باسم فرات عن كتابه «مسافر مقيم... عامان في أعماق الاكوادور». وفيه يروي رحلته من العراق إلى الأردن ونيوزيلندا واليابان ولاوس وأخيراً إلى الاكوادور حيث أقام ثم دوّن هذه اليوميات التي «تنفتح بقارئها على فضاءات غير معهودة، فلم يحدث أن دوّن شاعر أو كاتب عربي معاصر يوميات عن مغامرته في تلك الأصقاع». وتكونت لجنة التحكيم من خمسة باحثين وأكاديميين هم المغربيان الطايع الحداوي وعبد النبي ذاكر والسوريون خلدون الشمعة ومفيد نجم ونوري الجراح. وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على المركز وجائزته إن الأعمال الفائزة لهذه السنة تكشف «تعاظماً في أهمية حقل أدب الرحلة العربي وتطوراً في مناهج البحث والتحقيق والإبداع»، سواء النصوص التي «أنجزها أجدادنا الرحالة والجغرافيون والعلماء وما ينجزه الأدباء المعاصرون». وينظم المركز سنوياً ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي. واستضافت الندوة في السنوات الماضية عواصم منها الخرطوم والجزائر والرباط والدوحة والمنامة. وستوزع الجوائز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في دبي في احتفال يقام بالتعاون مع مجلة دبي الثقافية في احتفالاتها السنوية، ويرافقه معرض لكتب الرحلة وندوة حول الاعمال الفائزة.