سيطرت أسماء أربعة نجوم على سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الإنكليزي، إذ امتدت سيناريوهات انتقال وين روني ولويس سواريز وغاريث بيل وسيسك فابريغاس من أنديتهم إلى حد بعيد ومتشعب على غرار مسلسلاتنا الرمضانية. نجم مانشستريونايتد وين روني أبدى رغبته في الرحيل قبل نهاية الموسم الماضي، حتى إن مدربه الأسطوري السير أليكس فيرغسون عاقبه بإقصائه عن التشكيلة الأساسية قبل تقاعده، ولم يتغير الحال مع قدوم المدرب الجديد ديفيد مويز. وعلى رغم أن روني نفى أنه تقدم بطلب انتقال، لكنه يبدو أنه فقد الشهية والروح للعب للفريق، وبات يبحث عن مخرج في أسرع وقت، خصوصاً أنه فقد مكانته كنجم أول في الفريق منذ قدوم الهولندي روبن فان بيرسي، حتى إنه فقد مركزه أيضاً مهاجماً هدافاً للفريق، ما قاده إلى قناعة حتمية أنه لن يعود للعب مهاجماً مع مانشستريونايتد، لكن في المقابل يونايتد لا يريد أن يخسره وبكل تأكيد لا يريد بيعه إلى فريق منافس في البريميرليغ، إذ إن ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان خفت اهتمامهم بالنجم الإنكليزي، ليبقى اهتمام تشلسي وأرسنال، وهذا ما لا يريده مويز في مطلع مسيرته في تدريب الفريق بأن يكسر القاعدة الذهبية التي تنص على منع بيع أي نجم كبير لفريق محلي منافس. إذ إن هناك رغبة كبيرة من النجم في الرحيل، لكن هناك أيضاً رغبة كبيرة من النادي في منعه من الرحيل، وطبعاً سيكون الأمر صعباً خصوصاً أن جوزيه مورينيو وارسين فينغر لم يضيعا وقتاً في تحفيزه على الرحيل والمجيء إلى تشلسي أو أرسنال. لويس سواريز نجم آخر طال مسلسل رحيله من بقائه، فنجم ليفربول أعلن رسمياً أنه يبحث عن الرحيل عن الدوري الإنكليزي خلال مشاركته مع متنتخب الأوروغواي في كأس القارات، واعتبر أنه عانى كثيراً من الإعلام الإنكليزي ما أثر في استقرار عائلته. وكان ريال مدريد أول المهتمين بخدمات سواريز، حتى إن كثيرين اعتبروا انتقاله إلى النادي الملكي مسألة وقت، لكن بسبب رحيل مورينيو وقدوم أنشيلوتي فإن المعادلة تغيرت بعض الشيء، وبعدما صرف الريال نحو 60 مليون جنيه على أيارامندي وأيسكو، والتركيز على ضم نجم توتنهام غاريث بيل، فإن سواريز اختفى عن رادار الريال، ليبرز أرسنال حالياً كأبرز المهتمين لضم سواريز بعدما عرض النادي اللندني أكثر من 40 مليون جنيه، بجنيه واحد، وهو ما ينص عليه عقد النجم الأوروغواني، لكن بعد بيع هيغوين إلى نابولي فإن الريال قد يعود لمطاردته، ليستمر المسلسل ربما حتى نهاية فترة الانتقالات الصيفية. مسلسل غاريث بيل ممتد منذ الصيف الماضي، وما زال مستمراً بأجزاء متنوعة، لكن يبقى المهتم الأكبر هو ريال مدريد، إذ من المتوقع أن يحطم الرقم العالمي في قيمة بدل الانتقالات، والذي يحمله أيضاً الريال عندما دفع 80 مليون جنيه لضم كريستيانو رونالدو من مانشستريونايتد في 2009. مشكلة بيل مختلفة عن سواريز وروني، فهو لا يمانع بالبقاء مع توتنهام لكنه أيضاً لا يمانع بالانتقال إلى مدريد، لكن يوجد ضغط إعلامي وإداري إنكليزي كبير لإبقاء أفضل نجوم اللعبة في الكرة الإنكليزية، حتى لو أراد بيل خوض منافسات دوري أبطال أوروبا كسبب للرحيل فبإمكانه فعل ذلك مع مانشستريونايتد. وعلى رغم التقارير المتضاربة يومياً، بحيث تؤكد صحف إسبانية توصل الريال وتوتنهام إلى اتفاق فإن الصحف الإنكليزية تؤكد أن بيل باق، وأن توتنهام عرض على بيل عقداً خيالياً للبقاء في «وايت هارت لين». ويدرك رئيس الريال فلورنتينو بيريز أن التفاوض مع رئيس توتنهام دانييل ليفي شاق ومضنٍ، خصوصاً بعد تجربة لوكا مودريتش الموسم الماضي، لذا تتبقى ثلاثة خيارات لنهاية مسلسل بيل، الانتقال إلى الريال، الانتقال إلى مانشستريونايتد أو البقاء مع توتنهام. فكرة رحيل سيسك فابريغاس طرحت من إدارة برشلونة، والأمر قد لا يتغير برحيل المدرب تيتو فيلانوفا وقدوم المدرب الجديد خيراردو مارتينو، لكن هناك فرصة باقتناع المدرب الجديد بحاجة الفريق له وقد يطول البقاء، لكن المهتم الأول والأساسي هو مانشستريونايتد الذي يلح بإصرار من أجل ضم سيسك بعدما فقد فرصة ضم زميله الكانترا الذي فضل الانتقال إلى بايرن ميونيخ. لكن سيسك نفسه يفضل العودة إلى أرسنال إذا تأكد عدم رغبة «تاتا» في إبقائه، خصوصاً أن النادي اللندني يملك حق الرفض أو الشراء الأول، كبند في الصفقة عندما باع أرسنال سيسك إلى برشلونة قبل موسمين، لكن حتى الآن لم يبد فينغر أي اهتمام أو رغبة في ضم قائد فريقه السابق، ما يعني استمرار المسلسل إلى أن يحسم المدرب الجديد رأيه ويقتنع سيسك بفكرة اللعب لمانشستريونايتد.