إثر أنباءٍ بأن شركة «جنرال موتورز» الأميركية، التي هزتها أزمة المال العالمية تريد على الأرجح الاحتفاظ بشركة «أوبل» ضمن ملكيتها وترفض بيعها إلى مجموعة «ماغنا» الكندية النمسوية الروسية، علا احتجاج الحكومة الألمانية في برلين وتحذيرات نقابة العاملين في «أوبل» وانتقاداتهما لإمكان تراجع الشركة الأميركية الأم عن وعدها ببيع «أوبل» لإنقاذها من خطر الإفلاس الذي تعرضت له. وندد وزير العمل الاشتراكي أولاف شولتس ورئيس الكتلة النيابية للحزب الديمقراطي المسيحي فولكر كاودر بشدة ب «جنرال موتورز» بعد أن كشفت صحيفة «وولت ستريت جورنال» أن الشركة تراجعت عن بيع «أوبل» وتفكر الآن، بعد أن تلقت دعماً مالياً من الإدارة الأميركية، بإبقائها ضمن ملكيتها واستثمار بليون يورو فيها. وهدد المسؤولان الألمانيان بمطالبة الشركة الأميركية الأم بإعادة مبلغ 1،5 بليون يورو الذي وضعته الحكومة الألمانية في تصرف «أوبل» لإنقاذها مع العاملين فيها من الإفلاس المحتم في حينه، بعد أن أوقفت شركتها الأم السيولة عنها. وشدد الوزير شولتس على ضرورة الإسراع في عملية بيع «أوبل» إلى مستثمرين قدَّموا عروضاً لشرائها، مضيفاً أن عرض الشركة الكندية النمسوية الروسية «ماغنا» هو الأفضل في نظر حكومته. وذكَّر شولتس «جنرال موتورز» بأن ألمانيا ساهمت في إنقاذ «أوبل»، وتنتظر منها أن تأخذ رأيها في الاعتبار وتسرع في إنهاء عملية البيع المتفق عليها، بعد أن أجّلتها مجدداً قبل أيام. وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة كلاوس فاتر على «ضرورة الوصول إلى حل مقبول يحقق أفضل الممكن للعاملين في أوبل ويضمن النمو لها ويفتح الآفاق أمامها». ورفض رئيس الكتلة النيابية المسيحية فولكر كاودر الموافقة على إبقاء «أوبل» في ملكية «جنرال موتورز» معتبراً أن الشركة الأميركية غير قادرة على قيادة «أوبل» إلى مستقبل جيد، متهماً إياها بالعجز عن اتخاذ قرار مناسب. وذكرت صحيفة «وولت ستريت جورنال» أيضا أن حكومات إسبانيا وبريطانيا وبولندا على استعداد لتقديم بليون إلى «أوبل» لمساعدة فروعها الأوروبية لديها. لكن رئيس نقابة عمال «أوبل» كلاوس فرانتس حذَّر «جنرال موتورز» من أن نقابته ستتراجع عن التنازلات المالية التي قدمها العمال في حال إبقاء يدها على «أوبل». وقال فرانتس، إن الحديث عن استثمار بليون دولار في «أوبل» لإنقاذها حديث طفولي لأن ضمان مستقبل «أوبل» يتطلب مبلغ ستة بلايين يورو في الأعوام المقبلة. وفيما قدَّرت مصادر أخرى المبلغ ب 4،5 بليون دولار تساءلت: من أين ستأتي «جنرال موترز» به، وهي لا تزال تعاني تداعيات الأزمة المالية الدولية على رغم التحسن النسبي الذي طرأ عليها منذ أن اشترت الحكومة الأميركية غالبية أسهمها. ورجح البعض أن تكون الشركة الأم تناور إما لرفض عرض شركة «ماغنا» التي تخاف من منافستها لها في أسواق روسيا أو للاحتفاظ بحصة ما لها في «أوبل» عند بيعها.