توعد مخترق سعودي، عكف على مهاجمة المواقع والحسابات الحكومية خلال الأسابيع الماضية، بأن تكون المواقع والحسابات التابعة لتنظيم «داعش» والمتعاطفة معه محطته المقبلة، رافضاً وصفه ورفاقه المخترقين ب «الإرهابيين»، على خلفية عمليات الاختراق التي نفذها ضد موقع وحسابات تعود لوزارات ومسؤولين حكوميين، آخرها حساب «أبشر» الخاص بوزارة الداخلية السعودية. وقال «هاكر الجهات الحكومية» كما بات يُطلق عليه، بعد شنه هجمات استهدفت مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً: «وضعنا حسابات «داعش» المنتشرة على شبكة الإنترنت في خطتنا». وأوضح أن ما يقوم به من أعمال قرصنة «طاولت أكثر من ألف موقع إباحي خلال الفترة الماضية»، موضحاً أنه لا يسعى من خلال هذه الأنشطة، التي يقرّ بأنها «غير صحيحة» إلى «التخريب والعبث في الحسابات والمواقع الحكومية أو الفردية». بل إلى «خدمة المجتمع وإيصال صوته إلى المسؤولين، وإنهاء معاناتهم مع الوزارات التي لم تعد ترحم أحداً». واتهم «الهاكر» وزارتي «العمل» و«الصحة» ب «المماطلة وعدم التجاوب مع الشكاوى التي وصلتهما، وقمت بنقلها من مراجعين، على رغم اختراقي لحسابات هذه الجهات، وتنبيه القائمين عليها». وكشف أنه يستخدم في عمليات الاختراق «أجهزة كومبيوتر مُستأجرة»، بسبب «تعرّضي المستمر للملاحقة الأمنية»، مطالباً بعدم النظر إلى نشاطاته من الزاوية التي يُنظر منها إلى بعض المخربين والمنتشرين على شبكة الإنترنت، وهم يتخفّون باسم الإصلاح والمطالبة بالحقوق». وحاورت «الحياة» الهاكر «cyber of Emotion»، ولكن عبر المراسلة، من خلال حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ رفض أن يكون الحوار مباشراً أو هاتفياً، كي لا يتم الاستدلال على هويته. وقال: «إن تنظيم «داعش» لن يغيّر ولاء المواطن الأصلي»، كاشفاً عن أنه سيتولى «متابعة حسابات التنظيم الإعلامية في «تويتر»، والاهتمام بما تقوم به ضد أمن الوطن». وأشار إلى أنه ينتمي إلى مجموعة تُعنى بالاختراق، مؤكداً امتلاكهم «مهارات قويّة ضد الحسابات والمواقع المعادية»، مبدياً اعتذاره عن عدم طرحها أو الإشارة إليها. وطالب بعدم ربط ما يقومون به تجاه الشعب ب «الإرهاب»، لأن الهدف من وجودهم هو ضد ما أسماه ب «الخفافيش» في عالم الإنترنت. وكشف أن المجموعة تغلبت على الكثير من المواقع الإباحية والسياسية المناوئة والإرهابية، التي تفوق 1000 موقع «ولا نسعى للشهرة من خلف ذلك». ولفت إلى أن توجههم ينقسم إلى المواقع والحسابات في «تويتر»، «ودخولنا في هذا الجانب جديد»، موضحاً أنهم تغلّبوا على بعض المتطفلين ضد المؤسسات الحكومية، على رغم عدم خبرتهم بالعمل في هذا المجال «لا تتجاوز أعواماً معدودة». وأوضح أن «غالبية الاختراقات تأتي من سوء الحماية، وليس من احترافية الاختراق»، مردفاً أنه «لا يستطيع كشف سوء الحماية إلا من تمرّس واحترف مجال الاختراق». وأكد أن «الكثير من المواقع الحكومية يسهل اختراقها من أي شخص». وأضاف: «احترفنا الحماية والتخفّي قبل الدخول في هذا المجال»، مضيفاً أنه «في حال البحث عنا لن يجد إلا جهازاً مشتركاً يستخدمه الآلاف». وأوضح أن مطالباتهم كانت «بصوت المواطن، ما دفعنا إلى عدم اختراق أي بوابة رسمية إلا في أضيق الحدود. وينتقد عدم الثقة ب «الهاكرز» السعوديين وتفضيل الأجانب عليهم لفت الهاكر إلى أن اختراقهم حسابات أجهزة الحكومية في «تويتر» يدل على صلاحهم، وذلك «من أجل تنبيه الوزراء أو الوزارة، وإبلاغهم بضعف حمايتهم»، موضحاً أن هناك «تجاوباً ملاحظاً لكن ليس من وزارتي الصحة والعمل». وأبدى استياءه من الجهات التي تستقطب «الهاكر» لإيضاح ثغرات شبكاتها. وأوضح أنها لا تستخدم الأيدي السعودية، بل الأجنبية «ولم تفكر في الشباب السعودي يوماً، وغالبية المواقع الحكومية تؤمّن لها الحماية من خلال شركات خارجية». ورفض فكرة أن يكون الإحباط من سوء المعاملة في الجهات الحكومية أوصله إلى احتراف «التهكير»، موضحاً أن «معاناة المواطنين تركت أثراً في نفسي، ونحن نرى أن «الهاكرز» قادرون على تحسين أوضاعهم، ووثقوا بهم لحد كبير». واستغرب من «عدم الوثوق بالشاب السعودي بقدر الثقة في الأجنبي، بسبب التغرير به وهروبه إلى مناطق النزاع، ما قد يؤثر سلباً في مقبل الأيام على تلك الجهة، واصفاً ذلك ب «المصيبة»، معتبراً الضرر «مضاعفاً». وذكر أنه على استعداد للظهور بشخصيته الحقيقية أمام وسائل الإعلام وذلك في حال حاجة الوطن له للمشاركة في ضرب الجهات المعادية، سواءً في العالم الافتراضي أم الحقيقي. بيد أنه توعد باختراق «المزيد من الأجهزة الحكومية، لما تحمله حساباتهم من شكاوى لا يتم الالتفات إليها»، مؤكداً ورودهم الكثير من الشكاوى الموثّقة بالصور «ولا نضرب أية جهة إلا ونملك دليلاً عليها».