أكدت وزارة الداخلية العراقية القبض على عشرات الفارين من سجن أبو غريب المركزي، وأعلنت ان عمليات البحث جارية في المناطق المحيطة بالسجن بحثاً عن الباقين. ودعت الى مراجعة إجراءات حماية السجون. وقال الناطق باسم الوزارة سعد معن في تصريح إلى «الحياة» ان «عمليات البحث عن الفارين ما زالت مستمرة على درجة عالية من الدقة في المناطق المحيطة بمنطقة ابو غريب»، مؤكداً «القبض على عشرات الخطرين منهم». ونفي «محاصرة المنطقة او تنفيذ عمليات اعتقال عشوائية فيها». وأشار الى ان «عمليات البحث تتم بمهنية عالية وبتعامل انساني وبمساعدة الاهالي». وأضاف ان «الطرق فتحت جزئياً». وكان مواطنون في مناطق ابو غريب والتاجي اكدوا اول امس فتح الطرق المؤدية الى تلك المناطق ورفع الحظر المفروض عليها منذ 4 ايام بسبب تداعيات اقتحام سجني التاجي وابو غريب وفرار العشرات من السجناء المحكومين بقضايا ارهابية وجنائية. واشتكى المواطنون نقصاً في الغذاء نتيجة غلق المحلات التجارية، فضلاً عن نفاد المواد في المناطق السكنية، ما ولد حالة من الذعر والخوف. وعن اتهام الاجهزة الامنية بعدم التعامل بجدية مع معلومات سابقة عن اقتحام السجنين قال إن «ما افشل الجهود الامنية لمواجهة هذا الاقتحام التواطؤ غير المتوقع من داخل سجن ابو غريب فضلاً عن موقعه الجغرافي داخل منطقة مأهولة، ما جعل عملية السيطرة على الهجوم صعبة». وأضاف ان «القوات الامنية تمكنت من افشال اقتحام سجن التاجي لعدم وجود تواطؤ». وأكد «وجود تعاون مع الانتربول الدولي كإجراء احترازي لمنع هروب هؤلاء السجناء الخطرين الى خارج الحدود العراقية»، محذراً «من تداعيات هروبهم على الوضع الامني لأنهم من تنظيم القاعدة الذي يعد من اخطر المنظمات الارهابية»، مشيراً الى ان «اسماء الفارين وصورهم ستعلن قريباً بعد اتمام عمليات البحث والتنسيق». يذكر أن الشرطة الدولية (الانتربول)، أصدرت اول امس الخميس، تحذيراً إقليماً من تداعيات عملية الهروب الجماعي التي حصلت في سجني أبو غريب والتاجي، وبينت أن التحذير جاء بطلب من السلطات العراقية، وأنها تعمل مع السلطات العراقية على جمع معلومات عن السجناء الهاربين. وأكد الناطق باسم الداخلية «الحاجة إلى إعادة النظر في الإجراءات المتخذة لحماية السجون»، مشيراً الى ان «لجنة التحقيق في حادث اقتحام السجنين ستخرج بجملة من التوصيات، منها ضرورة وجود السجون في مناطق اكثر اماناً».