للعام الثالث على التوالي، تستضيف القاهرة فرقة «ألف ليلة وليلة» اليابانية لتعزف في مسارحها ومراكزها الثقافية وأنديتها. وفي حديقة ساقية الصاوي قدّمت الفرقة أغاني لأم كلثوم منها «انت عمري»، «ألف ليلة وليلة»، «أنا في انتظارك»، «لسه فاكر»، وأغاني لعبد الحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب. تتكون الفرقة من عازفة الكمان اويكاوا التي تعزف بحرفية شديدة ورشاقة على أوتار الكمان، فتحاكي المستمعين بأعذب النغمات وأرقها، ويزداد تألقها عندما تنفرد بالعزف، مذكرة الحضور بالراحل أحمد الحفناوي الذي كان عازفاً في فرقة أم كلثوم. ويعاون تويكاوا، عازف العود يوشكي بانفراداته بين الحين والآخر بجمل موسيقية رائعة وكأنه هو وزميلته اويكاوا شربا من ماء النيل وحفظا منذ طفولتهما العزف على أوتار الكمان والعود. وهناك أيضاً سن بي الذي ينقر بأصابعه على الرق كأنه من عمالقة عازفي الإيقاع للتخت الشرقي والموسيقى العربية في مصر. تعلمت اويكاوا وزميلها يوشكي العزف في مصر على يد عبده داغر، أما عازفا الإيقاع كويوكو وسن بي فقد تعلما أصول المهنة في مصر أيضاً على يد الدكتور خيري عامر الأستاذ في معهد الموسيقى العربية. وهكذا انتقلت الموسيقى العربية إلى عالم لا يتكلم لغتنا، وبعيد كل البعد عن مقاماتنا العربية. تقول اويكاوا: «نحب مصر ونعشق موسيقاها وأغانيها وجئنا إلى مصر وتعلمنا العزف فوجدنا شيئاً جميلاً اهتزت له قلوبنا». ويرى يوشكي أن الثقافة المصرية لها دور عظيم في تنمية العقول وتهذيب الذوق. وأجمل ما في عزف يوشكي شعوره بالسعادة، وهذا ما جعله يقف ليقول للجمهور: «غنوا معنا عندما تحسوا بنا»... وعندما قال ذلك وترجم صفق له الحضور. وراء هذه الفرقة حكاية يرعاها المركز الثقافي الياباني مع نخبة من الشباب المصريين المتطوعين تحت اسم «الجين يوث» لتنظيم أنشطة ثقافية. ويقول ماجد أحمد الطالب في كلية الفنون والإداري المحرك لهذه الفرقة: «إننا مجموعة من الشباب المصريين واليابانيين، ننظم متطوعين أنشطة ثقافية مختلفة تحت إشراف السفارة اليابانية. بدأنا عملنا عام 2009 بهدف التبادل الثقافي بين الشعبين ليعرف كل من الطرفين لغة الآخر وتاريخه وأنشطته الثقافية والفنية والعادات والتقاليد، وذلك عبر المراكز الثقافية في القاهرة والإسكندرية».