لا يوجد أطرف وأمتع وألذ من مشاهدة برنامج تحليل رياضي قبل بداية الموسم! وأغلب حديثهم عن المفروض والمفترض والمؤمل والمنشود.. حديث ظريف وفيه تنبؤات لا تدري على أي أساس بنيت، وكلهم يضع لنفسه تحدياً: «بتشوف كلامي إذا صار كذا وكذا» وخصوصاً إذا كان البرنامج «جلسة» دردشة وسواليف فهي تجسد الواقع الرياضي لدينا تماماً أنه: «سواليف». كما تشدني تماماً برامج التحليل السياسي التي لا تقل ظرافة ودماثة عن برامج التحليل الرياضي، الفرق فقط أنهم يجلسون على كراسي جلد وأستديو جاد، يحاولون أن يشعروك أننا نتكلم جد يا أخوان.. أقصد يا مشاهدين، ولكن ما إن تمسك المحلل وتقلبه ذات اليمين وذات الشمال فلا تجد منه إلا قصاصات صحف يقتات عليها ويبني توقعاته عليها، فلا تجده قارئاً نهماً في كتب السياسة، ولا يحفظ التاريخ ولا يحلل الوقائع ولا يستنتج بتجارب.. بل حتى رؤساء دول لا يعرفهم! بل يقول: «الرئيس الفرنسي الذي كان قبل هذا» (حتى الرئيس الحالي لا يعرف اسمه)، يذكرني بمعلقينا الرياضيين التحفة في المباريات الدولية مع دول لا نعرفها «اللعب رقم ستة من منتخب كوريا». وساحات تويتر لا تخلو أبداً من التحليل لأي مشهد اجتماعي وسياسي.. حتى لصورة عفوية في صحيفة يتم تحليلها وتأويلها في شكل مخيف لدرجة أن صاحب الصورة يمكن أن يفصل من عمله بسببها! وأحياناً تكون هذه التحليلات مفيدة لمتخذ قرار فيما لو رغب أن يصدر قراراً يهم المجتمع يطرحه على شكل هاشتاق ويستمع رأي الناس وتحليلهم، فهم حتماً سيتطرقون لنقاط لم تدر بخلده من قبل، ممزوجة بالنكت والشتائم والتصنيفات الفكرية وغيرها.. لكنه لن يعدم فائدة من هذه التحليلات المهمة، ويحبذ أن يربط شائعة قراره بأنه موضوع «سوف» يدرس في مجلس الشورى والجمهور كفيل بمعرفة النتائج. [email protected] mushakis22@