علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن عدداً من المتورطين في تبديد «الأموال» بالسعودية اعترفوا أخيراً، لجهات التحقيق ب«النصب والاحتيال» على المواطنين وجمع الملايين من الريالات بطرق غير مشروعة. وأكدت المصادر أن التحقيقات كشفت أن المتورطين لم يحسنوا التعامل مع الأموال الضخمة والتي تجاوزت البليون ريال، إذ لم تظهر استثمارات على أرض الواقع لهذه المساهمات، وأن مئات الملايين من الريالات كانت تجمع في «أكياس» البلدية لنقلها إلى مواقع محددة مسبقاً. وأوضحت أن البعض من المتورطين يفضلون «الصمت» في الكثير من الأوقات أثناء التحقيقات، في حين أن البعض منهم يدلي بمعلومات متناقضة، وأن نسبة من المبالغ ذهبت ك«هدايا» لأقارب وأصدقاء المتورطين بعد دخولهم إلى قائمة الأثرياء. وتأتي هذه التطورات في قضايا تبديد «الأموال» بعد إحالة ملف قضية مساهمات (سوا)، إلى المحكمة العامة والتي ستبدأ في محاكمتهم بعد التحقيقات التي جرت من قبل «المدعي العام» مع عدد من المتورطين والتي جرى إضافتها إلى التحقيقات والاعترافات التي تمت في وقت سابق. وبرزت تطورات لافتة في قضية «تبديد الأموال»، إذ نقضت المحكمة العليا أحكاماً بسجن 60 شخصاً 77 عاماً اتهموا بالنصب والاحتيال وتبديد أموال المساهمين، وذلك بعدما أكدت المحكمة العليا أن القضية تتعلق ب«غسل أموال». ورصدت «الحياة» المحاكمة الأولى للمتهمين في المحكمة الجزائية، إذ تضمن ملف القضية حلف المتهمين اليمين أكثر من 15 مرة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن مسؤولاً كبيراً وعدداً من رجال الأمن حلفوا بالله أنهم لم يشتركوا في المساهمة، إضافة إلى حلف بعضهم على مبالغ مالية تقدر بملايين الريالات، وأن التحقيقات كشفت عن أن أكثر من 500 مليون ريال في القضية كان يتم تداولها بين المشغلين للمساهمات قبل صلاة الفجر، مبينة أن المحكمة طلبت من الجهات المتخصصة التحري والمتابعة والبحث عن أموال تزيد على دخل عدد من المتهمين في القضية. وقالت إن أحد المتهمين اعترف بنقله 30 حقيبة ممتلئة بالملايين، و12 كيساً بلاستيكياً، و10 كراتين بيض، إذ يتسع كل كرتون ل16 مليون ريال، وأن الأموال كان يتم تداولها يدوياً. وسبق أن كشفت التحقيقات التي أجرتها هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة في ملف مساهمات ما يعرف ب«سوا» ومساهمات البورصة العالمية، عن تعامل عشوائي لجمع مبالغ مالية كبيرة من جانب أشخاص يتم التحقيق معهم حالياً موضحة أن التسويق لجمع المبالغ كان يتم عبر جلسات خاصة وباحترافية عالية تجعل المواطن يخرج ماله من مخبئه ويسلمه دون تردد أو خوف. وأعادت ثلاث محاكم شرعية في السعودية أكبر ملف في مساهمات «سوا» المتعلقة بالمتهم عبدالعزيز الجهني إلى نقطة الصفر، إذ أقرت المحكمة العليا في منطقة الرياض القرار النهائي في الملف بعد قرارين سابقين وملاحظات لمحكمة جدة الجزائية ومحكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة. يذكر أن تحقيقات مساهمات «سوا» المتعلقة بالمتهم عبدالعزيز الجهني كشفت عن لجوء بعض المتورطين في القضية إلى حفظ الملايين من الريالات تحت «أسرة النوم» وفي حقائب يدوية، فيما استغل البعض منهم المبالغ في بناء وترميم المساجد. وأوضحت التحقيقات أنه تم اكتشاف 12 كيساً بلاستيكياً خاصاً بالنفايات و36 حقيبة يدوية معبأة بملايين الريالات، وبيّنت أن متورطين اعترفوا أمام المحكمة، بالقول: «اشتهرت هذه المساهمة، وسمعنا أن عدداً من الضباط والمسؤولين مساهمون ومشتركون في هذه المساهمة، وكذلك بعض الشخصيات المرموقة التي لها سمعتها، فاعتقدنا أن هذه المساهمة صحيحة وسليمة».