يترقب المتعاملون والمحللون في سوق المال المصرية بحذر وقلق ما ستسفر عنه دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية الشعب إلى النزول في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لإعطاء الجيش تفويضاًً بمواجهة ما وصفه بالعنف والإرهاب. ودفعت دعوة السيسي السوق إلى النزول اليوم إذ أقبل المتعاملون المصريون الأفراد على البيع للاحتفاظ بسيولة لديهم بينما استغل الأجانب والعرب مبيعاتهم وأشتروا بكثافة في الاسهم. وقال أحمد عصام من الوطني كابيتال في القاهرة "أحداث 30 يونيو والانتقال السياسي والحكومة المؤقتة هي الداعم الرئيسي للسوق في المرحلة الراهنة." وقال عصام "لا يمكن التنبؤ بما يمكن حدوثه يوم الجمعة. لا يوجد سبب لانهيار السوق أو سبب للارتفاع بشكل كبير." وقال إن دعوته للنزول إلى الشارع يوم الجمعة ليست دعوة للعنف وأعرب عن تأييده لمساعي المصالحة الوطنية. وقال إبراهيم النمر من نعيم للوساطة في الاوراق المالية "إذا حدثت تغيرات جذرية سياسيا أو اقتصاديا سيكون بالتأكيد لها تأثير قوي ومباشر على السوق وإلا فان السوق قد يتحرك لأسفل مستهدفا مستوى 5230 نقطة خلال الاسبوع المقبل." واطاحت القوات المسلحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو بعد احتجاجات هائلة في الشوارع على حكمه مما أفسح الطريق لتنصيب حكومة انتقالية جديدة الاسبوع الماضي للعمل على اعادة الحكم المدني وانعاش الاقتصاد. وأغلق اليوم المؤشر الرئيسي لبورصة مصر منخفضا 1.7 بالمئة عند مستوى 5359.6 نقطة. وقال وائل عنبة من الاوائل لإدارة المحافظ المالية "السوق يتمنى الانتهاء من فترة الارهاب والعنف... نريد الانتهاء من صفحة الماضي والتقدم للأمام. نريد ان نعمل ونجذب الاستثمارات." وقال محسن عادل من بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "هناك فرص للصعود الفترة المقبلة بدعم من استقرار الأوضاع السياسية. أتصور ان تصميم المجتمع المصري على دفع عجلة الاستقرار والتنمية هو ما سيفيد البورصة خلال الفترة المقبلة." وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تخريج دفعة من طلبة الكلية البحرية وكلية الدفاع الجوي نفى السيسي اتهامات بأنه خدع الرئيس المعزول محمد مرسي وتعهد بالالتزام بخارطة الطريق السياسية التي رسمت سبيلا لإصلاح الدستور وإجراء انتخابات جديدة في غضون ستة أشهر. وأضاف السيسي "نحن (مصر) في مفترق طرق وأقول للمصرين كل ما أمرتم به فعلنا ولكن بصراحة أطلب منهم طلبا.. يوم الجمعة الجاية لابد من نزول كل المصريين الشرفاء لكي يعطوني تفويضا وأمرا بمواجهة الإرهاب والعنف."