من الكويت عرفت الكوميديا الخليجية نقطة البداية، ومن هناك انتشرت وانتقلت سريعاً إلى بقية دول المنطقة، أسماء لا تزال على قيد الحياة، وأخرى فارقت الجماهير والشاشات، تشاركت في رسم الابتسامة على محيا المشاهدين على مدى أعوام، في المواسم الرمضانية وحتى خارجها. لكن نجاح أعمال سعودية بارزة مثل «طاش ما طاش» غيّر المعادلة الجماهيرية على الأقل، فعلى مدى الأعوام العشرة الماضية، ازدهرت قيمة الكوميديا السعودية خليجياً، وبات ثقل ممثل كناصر القصبي يشكّل قيمة تلفزيونية مختلفة راهنت عليها الجماهير، خصوصاً في الثنائيات التي جمعته بعبدالله السدحان، حتى خارج أسوار «طاش». لكن العام 2013 الذي حل على العالم العربي بأسره بأوضاع مختلفة، عاد لرسم تساؤلات جديدة حول القيمة السوقية للأسماء السعودية، فالأنباء التي تناقلتها وسائل إعلامية كويتية عن تقاضي حسين عبدالرضا شريك القصبي في بطولة مسلسل «أبو الملايين» أكثر من 630 ألف ريال سعودي لقاء ظهوره في كل حلقة من ال30 التي تبني العمل، عادت للتأكيد على علو كعب الممثلين الكويتيين في سوق الكوميديا الخليجية. تقول التجارب السابقة إن الأجر الأعلى الذي تقاضاه القصبي للعب بطولة أي من أعماله هو 8 ملايين ريال، فيما تقول المعادلة الجديدة إن حسين عبدالرضا تقاضى عن «أبو الملايين» فقط قرابة ال 19 مليوناً، الفارق الضخم بين الرقمين يسلط الضوء على الفوارق الفنية، إضافة إلى القيمة السوقية. إلى جانب فارق الأجر، يأتي فارق الحضور التلفزيوني، فالمتابع للمسلسل الذي يجمع النجمين، يلحظ وبوضوح الدور الرئيس الذي يلعبه النجم الكويتي على حساب نظيره السعودي، فالعدد الأكبر من المشاهد يذهب للأول، كذلك قيمة الدور وما يحتويه من المشاهد التي تشكّل دوراً بارزاً في العمل، الحال ذاتها تنطبق على حسن البلام، الذي يفوق حضوره في عدد من الحلقات حضور القصبي. لكن عملاً واحداً لا يكفي لتقويم المسيرة الفنية للأسماء الخليجية كافة، لذلك يحتاج المشاهد الخليجي إلى تسليط الضوء على تجربة الكويتي البلام، الذي شارك نخبة من النجوم السعوديين في برنامج «واي فاي»، ليتلمس الفوارق الفنية الواضحة، فالنجم الكويتي الشاب استأثر بأغلب المشاهد الكوميدية الثقيلة في العمل، على رغم مشاركته في دور رئيس في مسلسل «أبو الملايين» الذي يسبق عرضه عرض «واي فاي»، تقارب مواعيد بث العملين والعلم المسبق ل«إم بي سي» كانا كافيين، ليمنحاها فرصة البحث عن بديل للبلام، لكن ذلك لم يحدث، ما يؤكد قيمة الكويتي الشاب، وصعوبة الاستعاضة عنه، بعكس ما حدث مع نظيره داود حسين، الذي برز الموسم الماضي قبل أن يغيب هذا العام لأسباب لم يكشفها القائمون على العمل. أعوام مضت وأسماء غادرت الساحة الكويتية إلى غير رجعة، وشح في الإنفاق الدرامي، في مقابل أموال تشبعت بها الساحة الكوميدية السعودية، وفرص تلفزيونية باتت متاحة اليوم لم تكن كذلك في البدايات، كلها لم تكف لانتشال النجوم السعوديين أو تطوير قدراتهم. هذا على الأقل ما تقوله بوضوح معادلة الفترة الذهبية على قناة «إم بي سي» عبر عملين يشكلان ثقلاً كوميدياً بارزاً، بعيداً عن القيمة الفعلية لتلك الأعمال، أو مدى رضا المشاهدين عنها، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، أو حتى الفترة ذاتها من العام المقبل.