توقع محلل مختص في تنبؤات الطقس والظواهر الطبيعية، هطول أمطار «غزيرة» على محافظة حفر الباطن، خلال الشهرين المقبلين، مع بدء «نوء الوسم». وإذا كانت هذه التوقعات تثير الفرح بين السعوديين، بعد أشهر «ملتهبة» من الحرارة، فإنها تثير «المخاوف» لدى سكان مدينة حفر الباطن، المحاصرة بالأودية من جهاتها الأربع تقريباً، إذ تتجمع مياه هذه الأودية في مركز المدينة. وانتظرت بلدية حفر الباطن أكثر من سبعة أشهر، وتحديداً منذ توقف هطول الأمطار على المدينة، لتخرج ببيان «استفزازي» صدر من أمانة المنطقة الشرقية، أكد فيه أمينها المهندس فهد الجبير، على البلدية والمكتب الاستشاري «سرعة إعداد التصاميم النهائية للمخطط الشامل لدرء أخطار السيول وتصريف الأمطار، وطرح المشروع في منافسة للتنفيذ، لحماية حفر الباطن من مخاطر السيول والأمطار». ويكمن الاستفزاز في أن التحرك جاء مع اقتراب «نوء الوسم» الذي يشهد هطول الأمطار، بحسب خبراء الطقس، لتضيع بلدية حفر الباطن في الصيف لبن الاستعداد لخطر السيول، تاركة أهالي المدينة يواجهون السيول باستعدادات ضعيفة، فضلاً عن شكوى من تعطل قنوات تصريف المياه الموجودة في الشوارع التي تخترقها السيول، وتكدسها بالنفايات، التي تعتبر أبرز وسائل مواجهة أخطار السيول. وطافت «الحياة» على عدد من قنوات تصريف السيول، وكان أكثر من نصفها مسدود بمخلفات وعلب فارغة. ويسود «الامتعاض» أوساط الأهالي. ففي حين كان الترقب لإعلان الانتهاء من خطة مواجهة السيول، صُدم الجميع ببداية الاستعداد. وقال المغرّد نواف العنزي: «اعتقدنا أن المشروع منتهي منذ عام كامل. وعندما وصل وقت الوسم تم التوجيه، أين كانوا طوال الفترة الماضية؟». فيما قال محمد سليم: «منذ 2009 والحديث عن درء سيولحفر الباطن يتكرر، ولكن الوعود تتبخر». بينما طالب بدر المنصور ب«تدخّل أمير الشرقية، نظراً لعجز» الأمانة عن التعامل مع الموضوع منذ أكثر من خمسة أعوام». ودعا عوض العنزي، مدير بلدية حفر الباطن إلى «زيارة قنوات التصريف كمثال حي لرؤية استعدادات إدارته للسيول»، مضيفاً: «لو جاء مطر أقل من المعدل الطبيعي، لأضحى ذلك معضلة، فكيف بأمطار كالتي هطلت العام الماضي». بدوره، قال محلل تنبؤات الطقس والظواهر الطبيعية تركي الوايلي، ل «الحياة»: «إن استقراء نمذجة التنبؤات يشير لهطول أمطار غزيرة خلال تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين»، معتبراً الشهر الأول «ذروة أمطار الوسم على المملكة ودول الشرق الأوسط من كل عام، ومن خلال المعطيات الحالية لاستقراء نمذجة التنبؤات الأميركية في آخر إصدار لها، فإنها تشير لفرصة هطول أمطار غزيرة، خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل على حفر الباطن والكويت». وعن موقع حفر الباطن وما يوزايها من استعداد، أوضح الوايلي أن «حفر الباطن تقع في منطقة منخفضة وسط وادي الباطن، وهو أحد أكبر الأودية في المنطقة. وهناك وادي فليج، الذي يحيط بها شرقاً. وتعتبر هذه الأودية هاجساً مقلقاً وخطراً على السكان أثناء هطول الأمطار الغزيرة. كما حدث في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، عندما هطلت أمطار غزيرة على حفر الباطن وضواحيها. وتم تسجيل كمية الأمطار الهاطلة ب52 ملليمتراً في مدينة حفر الباطن، والقلت 50 ملليمتراً، والقيصومة 48، والرقعي 45. وبهذا يصبح مجموع الهطول التراكمي على حفر الباطن وضواحيها 195 ملليمتراً في غضون ثلاثة أيام فقط». وذكر أن هذا من «أعلى المعدلات التي سجلتها حفر الباطن، ما يعني أنها تحتاج إلى وقفة جادة، وبذل الجهود لطرح الخطط ودراستها من الجهات الحكومية كافة»، موضحاً أن «طرق حفر الباطن الداخلية تحتاج إلى قنوات تستوعب تصريف كمية الأمطار الهاطلة. فيما قنوات تصريف السيول الحالية لا تفي بالغرض. كما توجد طرق رئيسة لا يوجد بها قنوات تصريف السيول، مثل طريق الملك عبدالعزيز، وشارع الأمير سلطان (الستين الغربي)، وطريق الستين الشمالي، فضلاً عن خلو الشوارع الفرعية من قنوات التصريف». وطالب ب«إنشاء حواجز وسدود أسمنتية في الأماكن التي تشكل خطورة على المنطقة، ففي العام الماضي السيول دهمت منازل المواطنين، وتضررت الكثير من المنازل». «البلدية»: استعداداتنا باكرة لمواجهة الأمطار والسيول أكدت بلدية حفر الباطن، أنها أعدت خطط طوارئ وبرامج لحماية المدينة من مياه الأمطار والسيول ودرء الخطر، قبل بداية موسم الأمطار بوقت كاف، لافتة إلى أن هذه الخطط «تنطلق من ملاحظات وخبرات المواسم السابقة، وذلك بالتركيز على الإيجابيات ومعالجة السلبيات». وقال رئيس البلدية نايف بن سعيدان: «اتخذنا الاحتياطات والتدابير اللازمة، ووضعت البلدية جميع مرافقها وأجهزتها في حال استعداد تام، لمواجهة أية حالات طارئة إثر سقوط الأمطار». وأوضح رئيس البلدية بأنه تم «تشكيل فرق تضم كوادر فنية وعمالاً يقومون بإجراء الصيانة اللازمة للقنوات السطحية، من خلال خطة الطوارئ، لتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول، وتحظى بمتابعة دائمة من أجهزة البلدية المختصة كافة، للتأكد من كفاءتها في التصريف». وكانت بلدية محافظة حفر الباطن قدمت عرضاً مرئياً أمام أمين الشرقية، عن أهم النتائج التي توصّل إليها الاستشاري المتعاقد مع البلدية، في مشروع دراسة إعداد المخطط الشامل لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار بحفر الباطن، بعد أن أنهى الاستشاري أعمال الرفوعات المساحية، ورسم الخرائط بشكل دقيق لكل من وادي الباطن المخترق للمدينة، ووادي فليج الشمالي، ووادي فليج الجنوبي، والروافد الشمالية الغربية، وتحديد مسارات ومناسيب ومواقع جميع الأودية والشعاب في المحافظة بكل دقة ووضوح، ودراسة كميات المياه المتدفقة للسيول عبر وادي الباطن، التي حددت كمياتها ب1.5 مليون متر مكعب.