للفتيات أحلامهن المرتبطة بعريس المستقبل، وربما الدراسة الجامعية أو العليا أو الوظيفة، إلا أن حلم الشقيقتين حليمة ورحمة مختلف كلياً، وتلخصه كلمة واحدة «النحافة». تحمل الشقيقتان (40 و23 عاماً على التوالي) على كاهلهما أكثر من 470 كيلوغراماً، إذ تزن حليمة 270 كيلوغراماً، فيما تنوء رحمة ب200 كيلو غرام. واضطرت رحمة لترك مقاعد الدراسة، بعد أن وصلت إلى الصف الأول المتوسط، وودعتها بعد أن عجزت عن الذهاب إلى المدرسة، بسبب «السمنة المفرطة» التي تعرضت لها منذ أعوام عدة، إضافة إلى آلام مزمنة في الركب والظهر. وقالت ل «الحياة»، التي التقتها وشقيقتها حليمة في مستشفى الملك فهد بالهفوف، الذي نقلتا إليه قبل أيام: «كنت أفكر دائماً في مستقبلي الدراسي، وكنت أريد ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وبكل يسر وسهولة». ولكن «السمنة المفرطة» لم تتح لها ذلك. قبل ثلاثة أعوام كان وزن رحمة 200 كيلوغرام، ولكنه زاد الآن عن ذلك بكثير. ولا تستطيع معرفة وزنها، لأنه «لا يوجد ميزان يستطيع معرفة وزني المتزايد بشكل كبير». وتستعين رحمة بالعصا لتستطيع الوقوف على قدميها بصعوبة بالغة.وبالكاد تستطيع الشقيقة الأخرى حليمة، التي تعاني أيضاً من مرض «السمنة المفرطة»، الحديث، فالوزن الزائد يكتم أنفاسها. وقالت: «أعاني من هذا المرض منذ 20 عاماً، حتى أصبحت طريحة الفراش، وعجزت تماماً عن الحركة». ولا تقتصر معاناة الشقيقتين على ظروفهما الصحية، فوالداهما متوفى منذ أعوام طويلة، وتسكنان مع أسرتهما في منزل شعبي قديم، لا تتجاوز مساحته 40 متراً مربعاً، ما جعلهما أسيرتي الأحزان والهموم. وتبحثان عمن ينتشلهما من هذا المرض «بأسرع وقت ممكن، قبل أن تسبب السمنة لنا أمراضاً أخرى لا سمح الله. كما تمنت الشقيقتان من المسؤولين علاجهما في مركز متخصص بأمراض السمنة، ومساعدتهما في تخطي ظروفهما المعيشية «القاسية». وقالت حليمة: «نريد أن ننحف فقط». بدوره، أوضح مدير مستشفى الملك فهد في الهفوف الدكتور محمد العبدالعالي ل «الحياة» أن إدارة المستشفى «تلقت توجيهاً من الجهات المختصة، بالنظر في حال الأسرة. وتم تشكيل فريق عمل متخصص من الخدمات الطبية، والطب المنزلي، والتمريض، وعدد من الأطباء الاستشاريين في طب الجراحة والغدد. كما تم التنسيق مع إدارة الطوارئ والأزمات والجهات المعنية الأخرى، لنقل المريضتين، الذي تم قبل أيام بكل نجاح بقيادة الطوارئ والأزمات في «صحة الأحساء». ونوه العبدالعالي إلى أن «الاستشاريين يستكملون الفحوص المخبرية والاشعاعية التخصصية لتشخيص حال المريضتين، ووضع الخطة العلاجية لهما تبعاً للنتائج».