قال وزير الخارجية الالماني فرنك فالتر شتاينماير ان مؤتمر برلين المخصص أبدى «تضامنه» مع الدول المجاورة لسورية التي تواجه تدفقاً كثيفاً للاجئين، في وقت اكدت السعودية ان ازمة اللاجئين «نتيجة السياسات الوحشية للنظام السوري ضد شعبه». وكان شتاينماير قال قبل بدء مؤتمر عنوانه «مؤتمر حول وضع اللاجئين من سورية: تعزيز الاستقرار في المنطقة» في برلين: «علينا أن نولي اهتماماً خاصاً لاستقرار الدول التي تقبل اللاجئين». وشارك في المؤتمر أكثر من أربعين مندوباً عن حكومات ومنظمات دولية في العاصمة الالمانية أبدوا «التزاماً بالتضامن مع اللاجئين وايضاً التزاماً بالتضامن مع البلدان التي تستقبل لاجئين مثل لبنان». وأعرب نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله عن الاستغراب من استمرار «العجز الدولي لفرض حلول عادلة للشعب السوري العظيم». وأكد أن الأزمة الإنسانية جاءت» نتيجة مباشرة للسياسات الوحشية التي لجأ إليها النظام السوري ضد شعبه التي خلفت حتى الآن أكثر من 200 ألف قتيل و9 ملايين لاجئ»، وأضاف:» ما كانت لتحدث أو تستمر لو أن النظام في دمشق، استمع لمطالب شعبه العادلة ، بدلاً من انتهاجه واستخدامه كل وسائل القمع والقوة العسكرية في مواجهة مواطنيه. وما يؤسف له أنه وبعد مضي كل هذه الفترة، لا تلوح في الأفق بارقة أمل توقف هذا النزف وتحفظ للشعب السوري أمنه واستقراره». وتابع:» مع الأسف أن الشعب السوري ليس وحده من يدفع ثمن هذه الأزمة، وإنما شعوب دول الجوار»، مشدداً «على موقف المملكة الدائم والثابت والساعي لإيجاد حل عادل للأزمة السورية يحقق للشعب السوري ما يصبو إليه، وفي الوقت ذاته سنواصل دعم كافة الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين وتقديم كل ما في وسعنا لدعم جهود الدول المضيفة لهم، حتى يتحقق هدفنا جميعاً بعودتهم إلى وطنهم آمنين». وأضاف:» منذ بداية هذه الأزمة، والجانب الإنساني فيها، وخصوصاً قضية اللاجئين، تحظى بأولويات المملكة، وقدمت المملكة على المستويين الرسمي والشعبي أكثر من 500 مليون دولار اميركي كمساعدات مباشرة لدعم جهود إغاثة الشعب السوري سواء داخل سورية، أم في دول الجوار، وتستضيف المملكة منذ بداية الازمة عدداً كبيراً من السوريين الزوار، ويحظى هؤلاء الزوار بالرعاية الصحية المجانية، ويلتحق أطفالهم في مراحل التعليم العام، كما أعلنت المملكة العام الحالي تقديم ثلاثة آلاف منحة دراسية للطلاب السوريين في الجامعات الحكومية. كما دعّمت المملكة كافة قرارات الأممالمتحدة، ومنظماتها الإنسانية الهادفة لتقديم المساعدة والحماية للاجئين السوريين». وهرب اكثر من ثلاثة ملايين سوري من بلدهم منذ بدء النزاع ولجأوا بغالبيتهم الى بلدان الجوار مثل لبنان والاردن وتركيا. يضاف اليهم نحو مليوني شخص غير مسجلين في قوائم المنظمة السامية لشؤون اللاجئين. من جهته، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن طاقة الأردن والدول الأخرى المجاورة لسورية على استضافة اللاجئين كادت أن تصل إلى مداها جراء احتياجاتهم الضخمة من اسكان ومدارس ووظائف ورعاية صحية في الوقت الذي تندر الموارد مثل المياه. وأضاف إن بلاده وحدها تستضيف 1.5 مليون لاجئ ومهاجر سوري إما بسبب الأوضاع السياسية أو الاقتصادية. وكررت نفس الرسالة دول أخرى تستضيف لاجئين سوريين مثل لبنان وتركيا، فيما قال أنطونيو غوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين انها «أكبر أزمة إنسانية يواجهها العالم منذ فترة طويلة».