أصبحت المعرفة مصدراً مهماً من مصادر الإنتاج، واعتبرها الغرب من نقاط قوة الاقتصاد مثلها مثل عناصر الإنتاج الأخرى، وبسبب هذه الأهمية كان من الطبيعي الاهتمام بالمعرفة بشكل عام، وعلم اجتماع المعرفة بشكل خاص، انطلاقاً من أن هذا العلم يبحث الإنسان الاجتماعي وليس الإنسان المجرد، «الإنسان» الذي يختلف من عصر إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، ومن خلال روح العصر وبنية المجتمع نستطيع أن نعرف كيف يفكر هذا الإنسان، وبماذا يفكر. كان ذلك جزءاً من تقديم أستاذة علم الاجتماع المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتورة أسماء عبدالله التويجري لكتابها «علم اجتماع المعرفة»، الذي ظهر مع بواكير العام الهجري الجديد، ويقع الكتاب في سبعة فصول، تناول الأول المعرفة الإنسانية بين المنظور الفلسفي والمنظور السوسيولوجي، والفصل الثاني تحدثت فيه عن تعريف علم اجتماع المعرفة وتطوره التاريخي، وخصصت الثالث لعرض نظريات علم اجتماع المعرفة ومناهج دراسته وأنواع المعرفة المتعددة. وجاء الفصل الرابع خاصاً عن «الوعي» في نظرية علم اجتماع المعرفة، باعتباره قضية أساسية دار جدل طويل بين السوسيولوجيين حول تفسيرها، وكان الوعي الاجتماعي – المفهوم والقضايا - هو عنوان الفصل الخامس، وتناول الإجابة عن أسئلة عدة: كيف تتم عملية تشكيل الوعي الاجتماعي؟ وكيف تستغل الطبقات المسيطرة وسائل الإعلام في تشكيل وعي الأفراد؟ وفي فصلها السادس تناولت التويجري الوعي بالعلم وأزمته، وكان الفصل السابع والأخير عن الآيديولوجية والوعي، تناولت فيها الكاتبة معنى الآيديولوجية ووظائفها في المجتمع، وعلاقتها بالوعي ودور النظم الاجتماعية في تزييف الوعي الاجتماعي وأساليبها، مثل التبعية الثقافية، وعمليات التضليل الإعلامي، والتبعية الإعلامية، والتكنولوجيا كمصدر لتزييف الوعي. الكتاب يقع في 231 صفحة من القطع المتوسط، وصادر عن دار الزهراء بالرياض.