كشف المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام طلال أبوالنور عن استفادة نحو ثلاثة ملايين شاب من برامج المشروع الذي قدم مليوني ساعة خدمية لقاصدي وسكان مكةالمكرمة، كما استهدف شريحة الشباب السعودي لبناء قدراتهم وتحسين هيئتهم أمام قاصدي البيت الحرام وتوظيفهم لخدمة المعتمرين والحجاج. وأوضح أبوالنور خلال حفلة تكريمية للمشروع أمس، أن نحو ثلاثة ملايين شاب استفادوا من برامج المشروع، وأكثر من 41 ألف رجل أمن حصلوا على دورات التعظيم، إضافة إلى أن عدد المستفيدين من حملة الطهر والنظافة تجاوز 88 ألف مستفيد، مشيراً إلى أن المشروع قدم خدمات وفادة لأكثر من 13 ألف حاج ومعتمر، وأشرك نحو 10 آلاف طالبة جامعية في حملة «جامعتي قطعة من أرض الحرم». وقال إن المشروع يهدف إلى تفعيل دور المجتمع في إشاعة التراحم والتواصل والإحسان في ما بين الناس لينعم الجميع بالأمن ورغد العيش، مبيناً أن المشروع يتبنى برامج عدة تتمثل في برنامج «شباب مكة في خدمتك» وهو برنامج يشارك فيه عدد من الشباب في موسمي رمضان والحج بهدف خدمة الزوار والمعتمرين والحجاج، إذ يُعنى هذا البرنامج بخدمة الزوار والحجاج التائهين وإرشادهم لمقار سكنهم، والعناية بالحجاج المرضى والمتوفين في المستشفيات، إضافة إلى تقديم الخدمات الإسعافية داخل محيط الحرم المكي الشريف، والتوعية بحق الطريق والعمل على توعية الحجاج بالتعاون مع هيئة المسجد الحرام التابعة لشؤون الحرمين. وأفاد بأن مجموعة من الشباب يتولون توزيع حقيبة مجانية على ضيوف الرحمن تحمل مسمى «حقيبة التعظيم» وتحوي مجموعة من المنتجات العلمية والإعلامية التي تشرح وتبيّن ثقافة التعظيم وترفع من مستوى الوعي في آداب البلد الحرام، لافتاً إلى أن جميع أنشطة وبرامج المشروع تهدف إلى تحقيق التعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والأهلية المشاركة في فعاليات خدمة الزوار والمعتمرين والحجاج، وإبراز الصورة المشرقة لأهل البلد الحرام عند الزائرين والوافدين، إضافة إلى تهيئة الأجواء الملائمة للمعتمرين والحجاج لأداء مناسكهم بسهولة ويسر. من جهته، بين وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة المساعد للتطوير والتقنية الدكتور إبراهيم الحربي أن الشعور بالأمان والأمن وتحقيق التقدم مرتبط بمفهوم تعظيم المقدسات الذي يعتبر رسالة أمن عالمية يقدمها إنسان العاصمة المقدسة إلى العالم، واصفاً مشروع تعظيم البلد الحرام بثمرة الوفاء لأطهر وأقدس البقاع. وقال الدكتور الحربي إن دائرة التأثير لتعظيم البلد الحرام تتجاوز مفهوم المكان، إلى دائرة الإنسان بمختلف الانتماءات، وأن العناية بإنسان مكة من خلال تأصيل قيم تعظيم بلد الله الحرام والتي على أساسها ستخرج قادة مهرة يتجهون نحو البناء والمشاركة الفاعلة في التنمية، مبيناً أن مكانة مكةالمكرمة فاعلة ومؤثرة ومتحركة بسبب حركة إنسان مكة، ما يستوجب إصلاح حركته وعدم التهاون في ذلك. وأضاف «المشروع الذي أصبح يسابق الزمن لتحقيق معاني التعظيم في نفوس سكان مكة وقاصديها يعتبر مشروعاً اجتماعياً بالدرجة الأولى، وغايته الأسمى تصحيح السلوك ومعالجة السلبيات بالطرق العلمية المنهجية». وأشار إلى أن المشروع يسعى ليكون إنسان المكان أنموذجاً حضارياً في المحافظة على الأمن، طهارة البيئة، حسن التعامل، تمييز الخدمة، وتأصيل طهر المكان وقدسيته، إضافة إلى العمل ليصبح مجتمعها مثالاً يحتذى به في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، ويعزز مبدأ حسن التعامل مع الآخرين، والاهتمام ببيئتهم وتطهيرها وإعمارها.