في مبادرة فريدة في ألمانيا تمكن شابان، أحدهما ألماني والآخر عربي، من اقناع مسؤولين ألمان بفكرة إنشاء مؤسسة خاصة لتقديم منح سنوية للطلاب المسلمين المتفوقين للدراسة في ألمانيا. وهذه خطوة أخرى «تساهم في جعل الإسلام جزءاً من ألمانيا»، كما نشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية في تلميح إلى الخلاف القائم حول الموضوع. وكان الرئيس السابق لألمانيا كريستيان فولف، أعلن في أحد خطاباته أن الإسلام أصبح مثل اليهودية والمسيحية جزءاً من ألمانيا حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين مسلم، ما أثار لغطاً من جانب المعارضين هدأ لاحقاً. وأعلنت وزيرة التربية الاتحادية يوهانا فانكا في برلين الثلثاء الماضي، رسمياً، إنشاء «مؤسسة ابن سينا» التي تعنى بتقديم المنح للمتفوقين من المسلمين في ألمانيا. وسيبدأ العمل على تقديم المنح لنحو خمسين شخصاً، ابتداء من فصل الشتاء المقبل على أن يرتفع العدد في السنوات المقبلة إلى 400 منحة في السنة. وبدأت القصة عندما سعى الطالبان ماتياس ماير وبشير حسين، كل على حدة وهما في عمر 23 سنة، في التفكير في إنشاء مثل هذه المؤسسة على غرار ما هو موجود في الطائفتين الكاثوليكية والانجيلية في ألمانيا. وفي العام 2009 أُنشئت مؤسسة يهودية مماثلة ترعى هذا الهدف. وبعد اتصالات عديدة شملت مؤسسات تربوية وتعليمية وأفراداً بينهم البروفسور بوليند أوشار للتربية الدينية الإسلامية في جامعة اوزنابروك، اختير الأخير رئيساً لمؤسسة ابن سينا. والبروفسور أوشار نفسه حصل على منحة للتخصص حين كان طالباً. وقال بعد انتخابه إنه يفهم جيداً أهمية تقديم المساعدة المالية للطلبة المتفوقين غير القادرين على تغطية كلفة تعلمهم أو تخصصهم. وأضاف أن تخصيص المنح للمسلمين بصورة أساسية «لا يعني رفض اختيار المتفوقين من غير المسلمين، لكون هذه المهمة إنسانية وتعاضدية قبل كل شيء». وستخصص الحكومة الاتحادية موازنة سنوية للمنح التي ستقدم إلى «مؤسسة ابن سينا» التي ستعمل مع هيئات أخرى على اختيار المتفوقين. وتبعاً لما هو معتمد حالياً سيتلقى الطالب المسلم الحاصل على منحة جامعية 670 يورو شهرياً، ويحصل طالب الدكتوراه على 1050 يورو، إضافة إلى تخصيص مبلغ شهري من 150 يورو لشراء الكتب الضرورية.