اعلن جهاز الهجرة الفيديرالي في روسيا انه لا يزال ينتظر تقديم المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي ادوارد سنودن، الملاحق في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس، طلب لجوء رسمي. وقالت ممثلة الجهاز زالينا كورنيلوفا: «إذا تسلمنا طلباً مماثلاً سندرسه كما يجب»، علماً ان سنودن العالق في مطار موسكو منذ 23 حزيران (يونيو) ابدى الجمعة الماضي نيته تقديم طلب لجوء الى روسيا، في انتظار تبلور آلية مغادرته الى اميركا اللاتينية، حيث ابدت فنزويلا وبوليفيا ونيكارغوا استعدادها لاستقباله. لكن الناشطة الروسية في مجال حقوق الإنسان سفيتلانا غانوشكينا المتخصصة في شؤون اللجوء استغربت عدم تقديم سنودن طلب رسمي للجوء حتى الآن، «ما يظهر ان الأمر غير جدي». وفيما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأول من الشهر الجاري ان بلده «لا تسلم اي شخص»، كتبت صحيفة «كومرسانت» الروسية امس ان موسكو ترغب في مبادلة عميلي الاستخبارات اندرياس وهايدرون اوشلاغ اللذين دينا في الثاني من الشهر الجاري بالسجن في ألمانيا بتهمة «التجسس لحساب وزارة الاستخبارات الخارجية الروسية (كي جي بي سابقاً)»، في مقابل عميل واحد على الأقل ينفذ عقوبة في روسيا بتهمة العمل لمصلحة الغرب. وأبلغ هورست ديتر بويشكي، محامي الموظفَين الروسيين، الصحيفة ان عملية التبادل يمكن ان تحصل «في اي لحظة»، بينما اوضح مصدر امني ان «مشاورات التبادل المحتمل انطلقت بعد اصدار الحكم». والمتهمان اللذان عُرّفا باسميهما المزورين اندرياس وهايدرون اوشلاغ، اقاما قبل اكثر من 20 سنة في المانيا التي استخدما أوراقاً نمسوية مزورة، لدخولها والعيش فيها حياة عادية لإخفاء عملهما كموظفين في الاستخبارات الروسية وجمعهما معلومات حول الاستراتيجيات العسكرية والسياسية للاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي (ناتو)، حصلا عليها خصوصاً عبر شخص يعرفانه داخل وزارة الخارجية الهولندية. وهما اعتقلا في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، بعدما فاجأت الشرطة الألمانية المرأة أثناء التنصت على رسائل سرية عبر جهاز ارسال. في غضون ذلك، نقلت صحيفة «بيلد» عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن «جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) علم منذ سنوات بأن الولاياتالمتحدة راقبت وخزنت بيانات ألمانية، وأنه استعان بهذه البيانات لمحاولة الوصول الى مواطنين ألمان خطفوا في الخارج. وأضافت المصادر ان «جهاز الاستخبارات الألماني طالب وكالة الأمن القومي الأميركية بسجلات البريد الإلكتروني والهواتف الخاصة بمواطنين ألمان خطفوا في اليمن او افغانستان لمساعدته في معرفة مكانهم واتصالاتهم». وبعد يومين على كشفه امتلاك سنودن وثائق قد تلحق ضرراً اكبر بالولاياتالمتحدة، اوضح الصحافي الأميركي في صحيفة «ذي غارديان البريطانية» غلين غرينوالد الذي وقف خلف تسريبات الشاب الأميركي في نهاية ايار (مايو) الماضي، ان الأخير «يملك وثائق حساسة حول هيكلية وكالة الأمن القومي الأميركية وعملها، لكنه أصرّ على عدم جعلها علنية». وأضاف: «تسمح آلاف من الوثائق التي يملكها سنودن بمعرفة اساليب تجنب الوكالة اجراءات المراقبة او تكرار خضوعها لها. وهي حرفياً كتيّب التعليمات الخاص بخطط عمليات الوكالة، والذي حرص على الحصول عليه لإثبات صحة مزاعمه حول برامج التجسس الأميركية في العالم». وأكد غرينوالد انه اتصل هاتفياً بسنودن قبل 4 ساعات من تصريحاته الجديدة، وأن سنودن قلق من احتمال اتخاذ واشنطن الحد الأقصى من الإجراءات ضده.