تراجعت البورصات في دول الخليج العربية أمس وسط عمليات بيع أوقد شرارتها انخفاض أسعار النفط وهبوط الأسهم العالمية. وتصدرت أبوظبي وقطر الخسائر في المنطقة بتراجعهما 1.8 و1.3 في المئة على الترتيب، إذ عمد المستثمرون الى البيع لجني الأرباح عقب صعود البورصتين الى أعلى مستوى في 11 أسبوعاً الجلسة السابقة. ومنيت الكويت بأكبر خسارة لها في خمسة أسابيع، واستمر تراجع الأسهم في دبي ومصر لليوم الثالث. كذلك انخفضت سوق الأسهم العمانية وتكبدت البحرين أكبر تراجع في شهر. وقال رئيس إدارة الأصول لدى شركة المستثمر الأول كيث ادواردز: «أسعار الأسهم في أنحاء العالم ارتفعت أكثر من اللازم، ومن الواضح أن الأنباء الجيدة لم تعد تؤدي الى اتجاه صعودي في أسواق الأسهم». وكانت أسهم البنوك من أبرز الخاسرين في المنطقة، إذ تراجعت سبعة بنوك خليجية أكثر من اثنين في المئة. وأضاف ادواردز: «هناك كثير من الشكوك، ولا أعتقد أن مشكلات النظام المالي تم حلها. لو ان للبنوك على مستوى العالم أن تستخدم تقويماً واقعياً لوضعها المالي في قوائمها المالية فان ذلك سيُظهر أن النظام لا يزال هشاً». وتراجعت الأسهم العالمية في معاملات أمس، إذ هزت المخاوف بشأن استمرارية موجة انتعاش الأسهم كلاً من آسيا وأوروبا، في حين هبطت الأسهم الأميركية في الليلة قبل الماضية. وقال مدير مبيعات المؤسسات لدى الوطني للاستثمار جاسم الزراعي: «الأسواق العالمية تتلقى صفعة والأسواق الأميركية تتلقى صفعة ويشبه الأمر تأثير الدومينو». وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة شنغهاي تسعة في المئة في أكثر قليلاً من أسبوع، ويثير تدهور الأسهم الصينية قلق أسواق الطاقة من أن تكون الخسائر مؤشراً على تعثر اقتصاد أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، ما يهدد مستقبل الطلب على الخام ويضغط على أسعار النفط. ومن شأن هذا أن يقلل عائدات الحكومات في منطقة الخليج المصدرة للنفط ومعها أرباح الشركات، وهي المخاوف التي تدفع المستثمرين الى بيع الأسهم. وتابع الزراعي: «تلك هي صورة العوامل الاساسية في الآجل الطويل، أما الآن فالأمر في الكويت يتعلق أكثر بزين». وأغلق سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) مرتفعاً 1.4 في المئة بعد موجة صعود في أواخر المعاملات، لكنه ظل منخفضاً معظم الجلسة، ما تسبب في عمليات بيع في أسهم كويتية أخرى. وأضاف الزراعي: «زين أخذ السوق صوب ثمانية آلاف نقطة لإشاعات عن بيع حصة في الشركة، ومع عدم تحقق هذا بدأ الناس يفقدون ثقتهم بالسهم وفي السوق أيضاً». وتعرض مؤشر أبوظبي لأكبر تراجع له في أسبوعين، وتحمل قطاعا العقارات والاستثمار عبء عمليات بيع واسعة النطاق. وتراجع سهم آبار للاستثمار 4.9 في المئة لتصل خسائره الى 13 في المئة منذ أعلنت الشركة عن خسارة قدرها 594 مليون دولار في الربع الثاني من العام. وهبطت أسهم الدار العقارية 5.1 في المئة وصروح العقارية 4.7 في المئة. وكان سهم شعاع كابيتال أحد ثلاثة رابحين فحسب على قائمة مؤشر دبي، وارتفع 4.8 في المئة لتصل مكاسبه الى 30.5 في المئة منذ يوم السبت عندما قالت الشركة إنها ستصدر 515 مليون سهم لمصلحة مجموعة دبي المصرفية تنفيذاً لاتفاق لتسوية نزاع قديم بشأن سندات. وقال مدير الاستثمارات لدى الظفرة للوساطة المالية فياس جيابهانو: «يستهدف بعض المستثمرين سهم شعاع منذ حل الخلاف مع مجموعة دبي المصرفية ويقبلون عليه باعتباره ايجابياً». وفي قطر تراجع مؤشر بورصة قطر 1.3 في المئة إلى 7055 نقطة، وهي أكبر خسارة له في أسبوعين، وفي أبوظبي هبط مؤشر سوق أبوظبي للاوراق المالية 1.8 في المئة مسجلاً 2859 نقطة، أما في دبي فتراجع المؤشر 0.9 في المئة إلى 1878 نقطة. وفي عُمان تراجع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 0.2 في المئة الى 6371 نقطة، وفي الكويت تراجع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية 0.7 في المئة إلى 7817 نقطة، وخسر سهم أجيليتي 1.6 في المئة، إما في مصر فتراجع المؤشر القياسي للبورصة المصرية 0.8 في المئة الى 6543 نقطة، وهبط سهم أوراسكوم للانشاء والصناعة 1.6 في المئة، في حين تراجع مؤشر سوق البحرين للاوراق المالية 0.9 في المئة الى 1513 نقطة.