اتضحت أمس ملامح التشكيلة الحكومية الجديدة في مصر، والتي يتوقع أن يؤدي اعضاؤها اليمين القانونية أمام الرئيس الموقت عدلي منصور خلال أيام، فيما تعددت المبادرات للجم الاستقطاب بين مؤيدي عزل الرئيس السابق محمد مرسي ومعارضيهم، وأيضاً لتدشين «مصالحة وطنية» تضمن للجميع الانخراط في العملية السياسية المستقبلية. لكن تلك المبادرات ما زالت تقف أمام «تصلّب» موقف جماعة «الإخوان المسلمين» التي ترفض التعاطي مع كل مكوّنات خريطة الطريق التي أعلنها الحكم الجديد، وتصر على اللجوء إلى الشارع لتلبية مطلبها الوحيد وهو «عودة مرسي إلى القصر» وفي حين تسعى الولاياتالمتحدة حالياً إلى الدفع في اتجاه حكم انتقالي يضم مختلف الأطياف السياسية بما في ذلك «الإخوان»، لوحظ أن فرنسا أجرت اتصالاً بالحكم الجديد من خلال الإعلان عن اتصال هاتفي بين وزير الخارجية لوران فابيوس والدكتور محمد البرادعي الذي عيّن نائباً للرئيس الموقت للشؤون الخارجية. وسمع فابيوس من البرادعي إقراراً بصعوبة المرحلة الحالية في مصر، وسط مخاوف فرنسية من «سيناريو جزائري». وحشدت جماعة «الإخوان» أمس آلافاً من أنصارها في جمعة «الزحف»، إذ توافد أنصار مرسي من مختلف المحافظات على ميداني «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر و «النهضة» في الجيزة، وبعدما أدوا صلاة الجمعة بدأوا في تنظيم مسيرات صغيرة في محيط الاعتصامين. كما خرج مئات في مسيرة إلى قصر الاتحادية الرئاسي حيث يتظاهر أيضاً معارضو مرسي، ما دفع قوات الجيش إلى إغلاق الطرق الطرق خشية وقوع مواجهات بين الطرفين. لكن عشرات خرجوا من المساجد القريبة من القصر وتجمعوا على مقربة منه ورفعوا صوراً لمرسي وظلوا يهتفون باسمه. وأعلنت المنصة الرئيسية لاعتصام «رابعة العدوية» اعتزام الآلاف تنظيم مسيرات في المساء إلى قصر الاتحادية ودار الحرس الجمهوري حيث دارت مواجهات بين أنصار الرئيس المعزول والجيش قبل ايام، سقط فيها عشرات القتلى. وفي المقابل، نظم معارضو مرسي إفطاراً جماعياً في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي. وأعلن أمس رئيس الحكومة حازم الببلاوي أن التشكيلة الوزارية في طورها النهائي، وأن الشكل النهائي للحقائب سيظهر قبل الاثنين المقبل، على أن يؤدي الوزراء اليمين القانونية قبل نهاية الأسبوع، فيما علم أن من بين المرشحين لشغل الحقائب وزير التموين السابق الدكتور جودة عبدالخالق (للحقيبة نفسها)، والدكتورة درية شرف الدين أو الدكتور صفوت العالم لحقيبة الإعلام، وهاني قدري دميان لوزارة المال، وعصام محمد حجي لوزارة البحث العلمي، وعمرو حسب الله لحقيبة الصناعة، والدكتور أحمد مجاهد لوزارة الثقافة، وخالد عبدالعزيز للشباب. وأفيد بأن هناك اتجاهاً لدمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، على أن يستمر نحو عشرة وزراء من الحكومة السابقة في الحكومة الجديدة. في غصون ذلك، قال حزب «النور» السلفي إنه يتواصل مع كل الاتجاهات الموجودة على الساحة السياسية بلا استثناء من أجل إنجاح المبادرة التي كان قد أطلقها تحت عنوان «حكماء من أجل المصالحة الوطنية»، والتي يتولى رعايتها الأزهر. وفي المقابل، شن نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» عصام العريان «هجوماً حاداً» على معارضي مرسي. وخاطب العريان، في بيان نشر على صفحته على «فايسبوك»، الجهات التي «تخاذلت» عن الدفاع عن الرئيس، ومنهم الإدارة والكونغرس الأميركيين وأنصار حقوق الإنسان في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وغيرها، وقال إن «أوراق التوت سقطت» عنهم. من جهة أخرى، بدأ الجيش المصري أمس هجوماً على جبل الحلال المعقل الرئيسي للجهاديين في شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن قوات الجيش نفذت هجوماً بالمروحيات القتالية والصواريخ على جبل الحلال بعد تزايد نشاط العناصر الجهادية في سيناء خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن قوات الجيش والشرطة حاصرت الجبل، ودعت عبر المكبرات المتحصنين بداخله إلى تسليم أنفسهم، أو إطلاق النساء والأطفال لكنهم لم يستجيبوا تلك النداءات. وأشار المصدر إلى أن «العملية العسكرية تتضمن شقين. بدأنا بتنفيذ الشق الأول وهو الهجوم عبر طائرات الأباتشي والصواريخ القصيرة المدى. سندرس النتائج بعدها ونرى ما إن كان الأمر يستلزم عملية برية (أي الشق الثاني) لاقتحام معاقلهم (أي الجهاديين)».