قال الرئيس السوري بشار الأسد امس إن أي مسؤول لا يعالج الأخطاء المتراكمة «يجب ان يحاسب» الى حد يصل الى اقالته، وجدد انتقاده حركة «الإخوان المسلمين» مع تنويهه بدور ايران و»حزب الله»، في وقت توقعت مصادر سورية ان تشهد الأيام المقبلة تغييرات في حكومة وائل الحلقي ومنصب نائب الرئيس بعد خروج فاروق الشرع من القيادة القطرية لحزب «البعث». وقال الأسد في مقابلة نشرتها امس صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب: «عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب هذا المسؤول، وهنا تحاسب القيادة وفق توزيع المسؤوليات بين أعضائها، وهذا هو الدور الحقيقي للجنة المركزية (للحزب) التي من المفترض أن تعقد لتحاسب القيادة بشكل دوري. وهذا ما لم يحصل خلال السنوات الماضية». وكان حزب «البعث» عقد قبل يومين اجتماعاً موسعاً ضم نحو 300 شخصية بينهم أعضاء اللجنة المركزية ال90 وأمناء الفروع في المحافظات السورية، واسفر عن تغيير جميع أعضاء القيادة القطرية ال 14 مع بقاء الأسد «أميناً قطرياً» للحزب. ولوحظ أن القيادة الجديدة، التي زاد عددها عضواً، ضمت وزراء ونقابيين وديبلوماسيين ولم تضم أي مسؤول عسكري أو أمني، علماً أنها كانت تضم عادة عضويين عسكريين كان آخرهما وزير الدفاع اللواء داود راجحة ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام اختيار اللذان قتلا في تفجير في تموز (يوليو) العام الماضي. وأوضح الأسد امس ان من مهمات اللجنة المركزية للحزب «مراقبة عمل القيادة وتقييمها ومحاسبتها وفق الأنظمة الداخلية للحزب، أو من خلال اقتراح اللجنة المركزية بإقالة عضو أو أكثر من الأعضاء، أو إقالة القيادة كلها، كما حصل منذ أيام، فقامت اللجنة المركزية في الاجتماع الموسع باستبدال القيادة بشكل كامل»، لافتاً الى وجود «تقصير على مستوى المؤسسة ككل نتحمل مسؤوليته جميعاً». وأكد الأسد ان «أي ابتعاد عن الجماهير هو تقصير، وتغيير القيادات يهدف إلى تطوير الحزب وفي الوقت نفسه يساعد على تلافي أي خلل». واعتبر الأسد ان ما يقال عن «انقلاب الكادحين» الذين يشكلون القاعدة الأعرض للحزب على الحزب «مناف للواقع»، في إشارة الى الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد النظام في منتصف آذار (مارس) 2011، موضحاً ان «من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال والفلاحين... جزء منهم في الجيش، والجزء الآخر يدافع عن مناطقه، خصوصاً في الأماكن التي تتطلب الوقوف إلى جانب قواتنا المسلحة». وأضاف «ان الصراع الموجود الآن هو بين جاهل وواع، بين وطني وعميل، بين متطرف ومعتدل». وجدد الأسد انتقاده للإسلام السياسي «الممثل بسياسة جماعة الإخوان المسلمين»، مثمناً في المقابل سياسة ايران و»حزب الله» اللبناني. وقال: «الإخوان المسلمون ومن على شاكلتها، هي تلك التي تستغل الدين وتستخدمه كقناع وتحتكره لنفسها وتكفّر الآخرين، وهي التي تعتبر أنك عندما لا تقف معها سياسياً فأنت لا تقف مع الله شرعاً»، معتبراً ان «هذا لا ينطبق لا على إيران ولا على حزب الله». واعتبر الأسد أن ايران و»حزب الله» لا يعاملان «الناس انطلاقاً من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقاً من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية». وأكد ضرورة «التفريق بين من يستخدم الدين لمصالحه الفئوية الضيقة وبين من يستند إلى الدين في الدفاع عن القضايا الحقة والمشروعة». وكانت دمشق اعتبرت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي «إنجازاً كبيراً» و»انعطافاً جذرياً» لصالح الديموقراطية، مشيرة الى ضرورة اهتداء الشعوب بهذا التحول لإسقاط «التجربة الفاشلة» لحكم «الإخوان المسلمين». ويشكل الإخوان المسلمون نقطة الثقل في المعارضة السورية. الى ذلك، أشارت مصادر إعلامية الى قرب حصول تغيير حكومي بعد تغيير قيادة «البعث» وتعيين نائب جديد للرئيس بدلاً من الشرع. وقالت مصادر سورية امس ان القيادة القطرية الجديدة عقدت اول اجتماعاتها وانتخبت امين فرع الحزب في حلب هلال هلال «أميناً قطرياً مساعداً» ورئيساً للمكتب المالي والاقتصادي، وفيروز موسى رئيساً لمكتب التربية والطلائع، ومالك علي رئيساً لمكتب التعليم العالي والبحث العلمي، وخلف المفتاح لمكتب الإعلام والإعداد الحزبي، وعبد الناصر شفيع رئيساً لمكتب الفلاحين القطري، وعبد المعطي المسلب رئيساً لمكتب المنظمات الشعبية، وأركان الشوفي رئيساً لمكتب النقابات، والسفير يوسف الأحمد رئيساً لمكتب التنظيم القطري.