«الحياة» - أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، في لندن أمس، محادثات مشتركة حول الأمن في مصر وقضايا المنطقة، مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، فيما وجهت السفارة المصرية لدى بريطانيا انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام الدولية، خاصة البريطانية، على خلفية تعاطيها مع أحداث «العمليات الإرهابية» في شمال سيناء، ورؤيتها بأن هذه الأحداث جاءت بسبب «عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي»، مشيرة إلى أنها «أقوال عبثية لا علاقة لها بالواقع». وقالت السفارة المصرية في بيان أمس إنها «تستغرب من بعض ردود الفعل الإعلامية الدولية - لا سيما البريطانية - التي تتعامل مع التطورات في مصر من منظور أن كل ما يجري من إرهاب سببه عزل الرئيس السابق مرسي، وما تلا ذلك من أحداث سواء في ميداني رابعة والنهضة، ولا زالت تشير إلى ثورة المصريين على حكم الإخوان بأنه «انقلاب» وتصف الرئيس المنتخب ديموقراطياً باكتساح بأنه «قائد الجيش السابق الذي أطاح بمرسي» وتصف الحكومة المصرية بأنها «مدعومة من الجيش»، فهذه كلها أقوال عبثية لا علاقة لها بأرض الواقع في مصر». وشددت على أن مصر «تخوض حربها بكل قوة وإصرار على دحر الإرهاب، ويجب على وسائل الإعلام داخلياً وخارجياً، مساندتها في ذلك، لأن هزيمة الإرهاب مصلحة للعالم كله، ومصر الآن في الصفوف الأولى لتلك الحرب ولسوف تنتصر». ولفتت إلى أنه «لا يمكن وصف يوم الجمعة الماضي (هجوم سيناء) إلا باليوم الحزين، اليوم الذي مرت فيه مصر بلحظات حزينة قوضت الضحكات في كل بيت مصري، ففي هذا اليوم سمع المصريون خبر استشهاد 33 جندياً مصرياً في عملية إرهابية غادرة استهدفت نقطة تفتيش في شمال سيناء»، مضيفة أن «مصر في حرب فعلية مع إرهاب أسود الانتصار عليه سيستغرق وقتاً طويلاً وبحاجة لتضافر كل الجهود الداخلية والعالمية». وأشارت إلى «أن مصر كانت على حق عندما حذرت من خطر الإرهاب، ودعت لاستراتيجية شاملة لمواجهته، وقد شرعت مصر في اتخاذ تدابير حاسمة لوضع حد لهذا السرطان الخبيث الذي يضرب بلا رحمة أبناءها من رجال الجيش والشرطة». وتزامنت الانتقادات المصرية لوسائل الإعلام البريطانية مع وصول الوزير شكري إلى لندن أمس، والذي التقى المبعوث البريطاني الخاص إلى ليبيا جونثان باول، وتناول اللقاء الأزمة في ليبيا وتداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي في ظل التهديد الإرهابي الذي يواجه المنطقة، بالإضافة إلى سبل حلها وتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا. وأفادت الخارجية المصرية أمس أن الوزير شكري أكد ضرورة احترام إرادة الشعب الليبي الذي عبّر عنها في انتخابات حرة، ودعم الشرعية الممثلة في مجلس النواب المنتخب، وبناء قدرات المؤسسات الليبية الشرعية، ومن ثم الدخول في حوار سياسي يشمل كافة الأطراف التي تنبذ العنف، مضيفة أن آلية دول الجوار تمثل الإطار الأنسب لدعم هذه الرؤية.