ما إن انطلقت تظاهرات 30 يونيو المطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي، إلا وسخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من التظاهرات المقابلة لمؤيدي مرسي بأن كتبوا: «محمد مرسي ... رئيس جمهورية رابعة العدوية»، في إشارة إلى ضآلة حجم مؤيدي الرئيس «الإخواني» في رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر في القاهرة بالمقارنة مع حجم التظاهرات الحاشدة لمعارضيه والتي ملأت مختلف ميادين الجمهورية. لكن تلك السخرية تحوّلت إلى حقيقة بعد عزل مرسي الذي بات ينظر بعضهم إليه بالفعل على أنه ليس سوى رئيس لمؤيديه المعتصمين في رابعة العدوية الذين يرفضون الاعتراف بالنظام الجديد، ولا يتخطى نفوذ جماعته حدود الاعتصام الذي يحتمي به قادة جماعة «الإخوان» خشية اعتقالهم إن غادروه. في اعتصام رابعة العدوية صور الرئيس المعزول في كل مكان، ففي مدخله وضع المنظّمون صورة كبيرة لمرسي ماداً يده بالسلام، وكتب تحتها: «الرئيس محمد مرسي». وآلاف المعتصمين رفعوا صوراً له كُتب تحتها «رئيسي» أو «ارحل يا سيسي محمد مرسي رئيسي». وكما في خطاب مرسي الأخير إلى الشعب الذي يحفل بتكرار كلمة «الشرعية»، تعج ساحة الاعتصام بلافتات: «الشرعية خط أحمر». وفي حين يقف «شباب الإخوان» حول مسجد رابعة يتولون أمن الاعتصام ويُنظمون دخول المصلين، فقد تحوّلت ساحة المسجد إلى قاعة اجتماعات في الليل يتم فيها درس التطورات ويشارك فيها شخصيات عامة وقيادات وسطى في الجماعة. وعند أحد أطراف الاعتصام نُصبت مائدة كبيرة لإفطار الصائمين. ويبدو واضحاً أن قدوم شهر رمضان الكريم رفع معنويات أنصار مرسي، خصوصاً أن خطباء يحمسونهم ويبثون فيهم الأمل. تنخرط مجموعات كبيرة من المعتصمين في الصلاة وتلاوة القرآن الكريم داخل الخيام وخارجها، وسط ابتهالات لا تخلو من الدعاء لمرسي وانتقادات لمواقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. وقال رجل ملتحٍ يدعى حسن عيد وهو جالس على سجادة صلاة ويمسك مسبحة: «سيعود مرسي إلى القصر خلال الشهر الكريم... سيرى كل المصريين أن الله لن يخذلنا وسيستجيب لدعائنا إن شاء الله». ولا يقبل عيد أن يشارك «الإخوان» في خطط المرحلة الانتقالية التي أعلنتها السلطات المصرية الجديدة ويقول إنها عبارة عن «مسرحية» وإن «ما بني على باطل فهو باطل». وهو واثق من أن «كل ما يحدث ويُتخذ من قرارات سيُلغى حين يعود محمد مرسي... رئيساً». وأعلن أنصار مرسي اعتزامهم تنظيم مسيرة في المساء إلى قصر الاتحادية الرئاسي الذي تظاهر أمامه مئات الآلاف من معارضيه على مدار الأيام الماضية. من جهة أخرى احتشد عشرات الآلاف مع معارضي مرسي في ميدان التحرير مساء لحضور احتفال غنائي يحييه عدد من الفنانين وسط أجواء إحتفالية بحلول شهر رمضان المبارك وعزل «الرئيس الإخواني».