أعادت السلطات المصرية أمس فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة رغم استمرار تدهور الوضع الأمني في سيناء حيث تجددت الهجمات على مقار الشرطة والجيش، ما أدى إلى سقوط قتيلين وجرح 6 آخرين، فيما أتهم مسؤول عسكري حركة «حماس» ب «إشعال الوضع في سيناء عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي»، وقال ل «الحياة»: «رصدنا تحركات لعناصر حماس بالتعاون مع جهاديي سيناء، وأوقفنا وقتلنا بعضهم». لكن المصدر أقر بصعوبة سيطرة قوات الجيش على الوضع، موضحاً: «يدخلون سيناء عبر الأنفاق ليشتركوا مع آخرين في تنفيذ هجمات ثم يعودون إلى غزة عبر الأنفاق ... ناهيك عن استغلال التضاريس واختبائهم داخل الجبال». وكشف أن قوات الأمن قتلت وأوقفت نحو 200 مسلح خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى ان من بين هؤلاء 32 قتيلاً ينتمون إلى «حماس» التي تم توقيف نحو 45 آخرين من بين عناصرها. وكان شخصان قتلا وأصيب ستة آخرون بإصابات متنوعة على خلفية استهداف مجهولين نقطة التفتيش الأمنية في منطقه صدر الحيطان الواقعة وسط سيناء. وأوضح مصدر أمني أن الحادث وقع عندما أصابت إحدى طلقات الأسلحة الثقيلة المستخدمة في تبادل إطلاق النار شاحنة نقل مواد بناء، فانحرفت عن طريقها واصطدمت بنقطه التفتيش، ما أسفر عن مقتل اثنين، أحدهما من مستقلي الشاحنة، والآخر ما زال مجهول الهوية، فيما أصيب ستة بإصابات ما بين خفيفة ومتوسطه، ونقلوا إلى المستشفيات لإسعافهم. كما شهدت الساعات الأولى من صباح أمس استهداف مسلحين مجهولين منطقه الأحراش في رفح التي يقع فيها معسكر الأمن المركزي والتمركز الأمني أمام مطار العريش، وقامت قوة التأمين للمعسكر والتمركز الأمني للمطار بالرد على مصدر النيران، وفر المهاجمان من دون وقوع خسائر مادية أو بشرية، أعقب ذلك تمشيط المروحيات لمناطق إطلاق النار لتعقب المهاجمين. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجمات المتكررة، إلا أن الجماعة الجهادية السلفية، وهي أكبر الجماعات الإسلامية المتشددة في سيناء، كانت قالت قبل أيام في بيان إن الأحداث الراهنة التي تعصف بالبلاد تؤثر على سيناء، وهددت بشن هجمات على قوات الشرطة والجيش فيها. معبر رفح في غضون ذلك، أعادت السلطات المصرية أمس فتح معبر رفح مع قطاع غزة جزئياً لتمكين العالقين على جانبي الحدود من العودة الى ديارهم، وذلك بعد 5 أيام من إغلاقه بسبب تدهور الوضع الأمني في سيناء. وشهد المعبر مع الساعات الأولى زحاماً شديداً في الجانب المصري من الفلسطينيين العالقين الراغبين في العودة إلى غزة لمناسبة شهر رمضان. وأفاد مسؤول في المعبر الحدودي أن مئات العالقين عبروا المعبر خلال الساعات الأولى، لافتاً الى ان المعبر يعمل جزئياً. ولم يتحدد بعد موعد لتشغيله بصورة طبيعية أمام جميع الراغبين بالتنقل بين قطاع غزة والعالم الخارجي عبر الأراضي المصرية. ولم يتمكن سوى بضع عشرات من الفلسطينيين من مغادرة القطاع أمس نظراً لأن السلطات المصرية حددت الفئات التي من حقها السفر، وهي: المصريون والأجانب العالقون في القطاع والمرضى الذين لديهم تحويلة من وزارة الصحة الفلسطينية للعلاج في مصر أو الخارج. وعاد عشرات المحتجزين في غرف الترحيل في مطار القاهرة الذين عانوا خلال الأسبوع الأخير معاناة شديدة في الحجز، اذ منعوا من الاتصال بأي جهة ومن حرية الحركة، كما لم يتمكنوا من النوم نظراً لأن الغرف غير مجهزة وغير معدة للنوم. اضافة الى ذلك، عاد ايضاً مئات الفلسطينيين العالقين في مدن مصرية، خصوصاً مدينة العريش شمال سيناء. ولم يتم حتى الآن السماح بعودة مئات المعتمرين الفلسطينيين من الديار الحجازية الذين علقوا هناك منذ أكثر من أسبوع. كما ترفض شركة مصر للطيران أو أي شركة اخرى نقل الفلسطينيين على متنها من أي مكان في العالم الى مصر بناء على تعليمات من السلطات المصرية، حسبما قال فلسطينيون ل «الحياة». وقال شاب فلسطيني يريد العودة الى غزة أن موظفي مصر للطيران رفضوا حجز مقعد له على متن الرحلة المتوجهة الى القاهرة بناء على تعليمات أمنية. وانتقد القنصلية الفلسطينية في دبي والسفارة في أبو ظبي اللتين لم تقدما له أي مساعدة تُذكر في هذا الشأن أو حتى تمديد تأشيرة دخوله الامارات العربية المتحدة التي تنتهي غداً، وقال إنه مضطر لدفع غرامة مالية عن كل يوم تأخير في حال عدم تجديد تأشيرة الدخول، في حين لا يرغب بالبقاء في دبي بل العودة الى غزة. من جهتها، دعت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة السلطات المصرية الى فتح معبر رفح في شكل كامل في كلا الاتجاهين نظراً للمعاناة نتيجة إغلاقه. وقالت في بيان في أعقاب اجتماعها الاسبوعي إن استمرار اغلاق المعبر يتسبب في كثير من المخاطر على أرواح المرضى ومصالح المواطنين والطلاب والعائلات والأسر الفلسطينية التي بحاجة الى السفر. ورأت أن قرار الفتح الجزئي للمعبر جيد لكنه غير كاف، معبرة عن أملها في فتحه في شكل كامل.