تغزو السمبوسة (الساحرة المثلثة) موائد إفطار السعوديين في شهر رمضان المبارك، وتحتل موقعها بقوة بين أطباقها، إذ تختفي أسرار ونكهات كثيرة خلف إعدادها وتجهيزها، ابتداء من تجهيز العجينة وشرائها، وصولاً إلى قليها وتقديمها. وتحرص مجموعة من السيدات على تجهيز كميات كبيرة من السمبوسة قبل حلول الشهر الكريم، وحفظها في البرادات، نظراً إلى انشغالهن في أعمالهن أو واجباتهن الاجتماعية، مثل الزيارات الأسرية واستقبال الضيوف. انتهت أم خالد الهذيل من شراء عجينة السمبوسة وحشو اللحمة المفرومة التي أعدتها بطريقتها الخاصة، التي تحبها أسرتها وتقول: «أحرص في رمضان بعد كل صلاة على قراءة جزء من القران، وفي الوقت نفسه يلزمني إعداد سفرة تليق بمن أحب من عائلتي الصغيرة، لذا أحرص دائماً على عمل السمبوسة قبل رمضان بأيام، وأحياناً حين تنتهي الكمية السابقة فاسترق وقتاً قليلاً من الليل لعمل كميات كثيرة ومن ثم أحفظها بالبراد، واكتفي في عصر رمضان فقط بقلي السمبوسة وإعداد الشوربة وطبق آخر قد يطلبه الأولاد». وأضافت: «السمبوسة تحتاج جهداً لذا أكتفي فقط بقليها قبل الإفطار، حتى لا أضغط على نفسي حين إعداد السفرة، وحتى أتمكن من الجلوس مع أسرتي على السفرة من دون قلق وعجلة». فيما تفضل حنان الرفاعي عمل السمبوسة قبل يوم الإفطار وحفظها بالبراد، فالوقت على حد قولها لا يمهلها، وتقول: «أعمل بالنهار، وليس لديّ الوقت الكافي، لذا فالبراد نفعني في أمور كثيرة، إذ أكتفي بالقلي والتسخين، وحينها تكون سفرتي من أروع ما يكون، وضميري أمام أطفالي مرتاحاً جداً لأنني لم أقصر معهم في شيء أو أحرمهم من شيء تتوق نفوسهم إليه». بالنسبة إلى أم فيصل فالسمبوسة ضرورة لا بد منها وبكثرة، إذ إن أسرتها كبيرة، فهي تحتاج أقل شيء 30 سمبوسة في الصحن حتى لا يتضارب الأولاد مع بعضهم كما تصف: «أحياناً تنتهي السمبوسة بشكل سريع فتكون آخر سمبوسة كأنها كنز يتقاتل عليه الأولاد، لذا أضطر لعمل الكثير منها حتى ينتهي الإفطار على خير، ويكون الكل راضياً وشبعاً، وهذا جعلني أحرص كل الحرص على عمل السمبوسة بكميات كبيرة وحفظها بالبراد، وأكتفي قبل الأذان بقليها فقط».