حصد فايروس «كورونا» اهتماماً عالميّاً منذ ظهور أولى حالاته في السعودية في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. كما اعتبر أحد التحديات الرئيسة التي تواجه المملكة، والدول الأخرى. وهو ما دعا وزارة الصحة، إلى الاعتراف ب «خطورة هذا التحدي». ودفعها إلى طلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية، «لتقويم الوضع، وتقديم المشورة والتوصيات التي تسهم في التصدي لهذا الفايروس». وأبدت منظمات صحية حول العالم، قلقها من انتشار هذا الفايروس، خصوصاً مع تصاعد أعداد المتوفين، التي أعلنت عنهم وزارة الصحة، والذين بلغوا حتى الآن 34 متوفى، فضلاً عما يربو على 60 مصاباً. وأبدت منظمات صحية عالمية، منها منظمة الصحة العالمية، رغبتها في التعاون مع المملكة، «للسيطرة على هذا الفايروس». واتخذت وزارة الصحة السعودية، إجراءات «فاعلة» منذ ظهور الفايروس، مستندة على «الشفافية في التبليغ، والإعلان عن جميع الحالات الإيجابية». كما عقدت اجتماعات متواصلة مع اللجنة العلمية الوطنية لمكافحة العدوى، واللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية، لمناقشة خطة التعامل مع مستجدات مرض فايروس «كورونا». كما قامت الوزارة بدعوة وفد منظمة الصحة العالمية، وخبراء من جامعات عالمية، ومتخصصين في مكافحة العدوى، «للاطلاع على الاستراتيجيات والسياسات والإجراءات التي قامت بها الوزارة للتعامل مع هذا الفايروس»، واستعراض ما قامت به من جهود احترازية وأعمال تقص وبائي للحد من انتشاره والتشاور في فاعلية تلك الإجراءات». وقالت المنظمة، التي زار وفد منها السعودية، وجال على مرافق صحية في محافظة الأحساء، التي شهدت العدد الأكبر من المصابين والمتوفين: «لمسنا بأنفسنا في المملكة، أهمية الترصد الدقيق للأمراض. فعند ظهور حالات جديدة – كما يحدث غالباً – يجب على جميع البلدان الإبلاغ عنها فوراً، وعن جميع ما يرتبط بها من معلومات، ثم تبعث بها إلى منظمة الصحة العالمية، بما يتفق مع لوائح الصحة العالمية. لأن هذا هو الأساس الذي نستطيع من خلاله زيادة الوعي الدولي بالأمراض والاستعداد لها ومواجهتها». وحذرت المنظمة البلدان الأخرى من «تفشي» هذا المرض، لافتة إلى حاجة هذه البلدان إلى «تقويم درجة استعدادها وجاهزيتها في حال تفشي هذا الفايروس، إضافة إلى تعزيز قدراتها الأساسية، إذا لم تكن على القدر المطلوب، وبما يتفق مع لوائح الصحة العالمية»، معلنة عن استعدادها «لمد يد العون لجميع بلدان هذه المنطقة، وجميع المناطق حول العالم، فيما يتعلق بهذه المهام». وأشارت إلى الدور الوقائي الذي تلعبه المملكة، التي «أخذت هذا الفايروس على محمل الجد». وقالت: «إن وزارة الصحة شرعت في اتخاذ خُطاً حثيثة وفعالة لتعزيز الصحة العامة، منها تكثيف إجراءات الترصد الوبائي، والبدء في التحري حول هذا المرض، وتفعيل النشاط البحثي، وكذلك اتخاذ تدابير الوقاية والمكافحة»، مشيرة إلى الخطوات «الجادة» المتخذة من قبل المملكة لحماية شعبها، وكذلك «الخبرة والمعلومات التي أمكنها اكتسابها وتراكمها فيما مضى، جعل المملكة في مقدمة الدول المكافحة لهذا الفايروس؛ ما سيكون لها أطيب الأثر في مكافحة المرض في سائر البلدان حول العالم». بدوره، أشاد المدير الإقليمي للمنظمة لإقليم شرق المتوسط الدكتور علاء العلوان، ب «الدور الفعال والتدابير الخاصة التي طبقتها الوزارة في مكافحة العدوى، ووقف الفاشيات في المستشفيات، وزيادة ترصد حالات المتلازمة التنفسية التي سببها الفايروس». وأوضح أن الوزارة «قامت بدور كبير في مجال الحملات التوعوية، التي تهدف إلى تنبيه أفراد المجتمع بالطرق الوقائية والإجراءات السليمة التي كان لها أعظم الأثر في الحد من انتشار الفايروس».