انتقدت الأمانة العامة ل«قوى 14 آذار» «الهجمات المريبة» على المحكمة الدولية، و«الهجمة» على القضاء اللبناني، مشيرة إلى أن «بوسع القضاء أن يكون أكثر حسماً في حماية مهابته، بقوة القانون، لأن تفسّخ هذه المهابة يعود بالوبال على الجميع». واعتبرت الأمانة العامة في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، أنه في الأيام الماضية «طالعتنا هجمات مريبة، على قضية المحكمة الدولية، تزامنت مع هجمات أخرى، مفادها: إذا كنتم تريدون السلم الأهلي فعليكم التخلّي عن الحقيقة والعدالة. وذلك بما يؤشر إلى محاولة قديمة جديدة لإسقاط المحكمة عن طريق ابتزاز اللبنانيين والمجتمع الدولي معاً». وأكدت أن «مثل هذا الابتزاز لا يُثنينا عن إيماننا الراسخ بأن لا شيء يحصّن السلم الأهلي والاستقلال مثلما تحصّنه الحقيقة والعدالة»، مشيرة الى أن «انتفاضة الشعب اللبناني في 14 آذار 2005 قامت لغايتين: الاستقلال من جهة، والحقيقة والعدالة من جهة ثانية. أما الاستقلال فيحميه شعبه؛ وأما الحقيقة والعدالة فوضعهما الشعب في يد أمينة هي المحكمة الدولية». وأعربت الأمانة العامة عن استنكارها ورفضها «الهجمة على القضاء»، مؤكدة أن «عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء وإن رموز الترهيب والتهديد الذي كان يستهدف المؤسسات في زمن الوصاية وأساليبهم سقطت إلى غير رجعة»، مؤكدة تضامنها مع القضاء. وحيت الأمانة العامة «الصورة الجامعة لنواب الأكثرية والبيان الصادر عنهم، توكيداً لإرادة اللبنانيين في الانتخابات الأخيرة، ودعماً لجهود الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية في سبيل حكومة توفر الاستقرار العام وتحترم الطائف والدستور بعيداً من الاشتراطات الحزبية والشخصية غير المحقّة»، كما نوهت ب«ما تضمّنه النداء العاشر للمطارنة الموارنة من مواقف وطنية بالغة الأهمية، لاسيّما تشديده على تضافر جهود اللبنانيين ودعوته إلى الإقبال على تأليف حكومة تُعنى بشؤون الشعب اللبناني قبل غيره، وتأكيده ضرورة عدم الانجرار وراء محاور إقليمية أو دولية، وضرورة السلام في المنطقة انطلاقاً من فلسطين وتحميله إسرائيل مسؤولية تعطيل المساعي السلمية». ورأت ان «هذه المواقف تقع تماماً في صلب النداء الأول قبل تسع سنوات، الذي أسّس للحركة الاستقلالية التي تشكّل 14 آذار عنوان استمرارها». وطالبت الأمانة العامة بجلاء الحقيقة في قضية تغييب الإمام موسى الصدر، مشيرة الى «أننا نفتقد ونشعرُ بغياب رجلٍ كبيرٍ من رجالات السلم الأهلي والعيش المشترك والتسامح اللبناني، وقائدٍ شجاعٍ في الدفاع عن العدالة للجميع والدولة للجميع»، مذكرة بما كان يقوله الصدر عن أن «وحدة اللبنانيين وسلامهم الداخلي هما السلاح الأقوى في وجه العواصف، لا سيما في مواجهة العدوانية الإسرائيلية ولعبة الأمم». ورداً على سؤال، دعا منسق الأمانة العامة فارس سعيد «الرأي العام اللبناني الى ان يقف صفاً واحداً أمام هذه الهجمة المبرمجة لإسقاط المحكمة الدولية». وعن موعد عودة «حزب الكتائب» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» الى اجتماعات الأمانة العامة، قال ان «موضوع الكتائب قيد المعالجة وحله ينتظر عودة الرئيس أمين الجميل... بالنسبة الى التقدمي الاتصالات بدأت مع النائب وليد جنبلاط من خلال وفد الأمانة العامة وستستمر اللقاءات من اجل توحيد القراءة السياسية». ودعا جنبلاط «من موقع الصداقة والنضال المشترك الى الاستمرار في ما كان بدأه، أي المثابرة في توحيد القراءة السياسية مع الأمانة العامة».