بقي حلم الطيران يراود عقول البشر لفترة طويلة، حتى قبل تجربة الأخوين رايت الناجحة في مطلع القرن الماضي، وذلك بهدف اجتياز مسافات طويلة في وقت أسرع. كذلك استحوذت فكرة السيارة الطائرة على عقول علماء وباحثين كثر، والتي على رغم محاولات عدة لتطويرها بقيت كلها في إطار التجربة أو عروض اختبارية تصورية، لأن إنتاج مثل هذا النوع من السيارات على صعيد تجاري كبير ليس بالأمر اليسير. ولكن، يبدو أن شركة تيرافوغيا الأميركية في طريقها لتحويل حلم «السيارة الطائرة» إلى واقع من خلال مركبة يمكنها أن تسير على الطرق وتطير في السماء. وكانت تيرافوغيا، التي يشير اسمها باللاتينية إلى «الهروب من الأرض» أسستها مجموعة من مهندسي الطيران في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT عام 2006 بغرض تصنيع طائرة يمكنها السير على الطرق، صممت نموذجاً تصورياً يحمل اسم «ترانزيشن» Transition عام 2009 مدعّم بهيكل من ألياف الكربون ويتسع لراكبين، مع محرك فئة «روتاكس» قادر على الطيران حتى مسافة 787 كيلومتراً باستخدام بنزين عالي الجودة والنقاء مع سرعة طيران تصل إلى 172 كلم/س. أما على الطرق، فيمكنها السير حتى سرعة 110 كلم/س، علماً أن أبعادها بلغت 5،72 م طولاً و2،29 م عرضاً و2،03 م ارتفاعاً مع إمكان ركنها في مرأب المنزل التقليدي لأن أجنحتها قابلة للطي. ويمكن القول إن نحو 100 زبون متحمس أودعوا أموالاً تحت الحساب لشراء ترانزيشن التي يبدأ سعرها اعتباراً من 279 ألف دولار، علماً أن تسليم الطلبيات الأولى مرتقب في عام 2015. وكانت تيرافوغيا نجحت بالفعل في صنع نموذجين اختباريين وأخضعتهما لتجارب قيادة جوية وعلى الطرق. وترى الشركة أنها تحتاج إلى صنع نموذج اختباري ثالث قبل الإنتاج على صعيد استهلاكي واسع. كذلك كشفت أخيراً عن تطويرها نموذجاً تصورياً يحمل اسم TF-X لسيارة المستقبل الطائرة، يتسع لأربعة ركاب وقادراً على الإقلاع والهبوط عمودياً مثل المروحيات، فضلاً عن اعتماده على محرك هجين يستفيد من توربينات غازية للطيران أفقياً ونظام دفع كهربائي هجين للسير على الطرق. وللإقلاع أو الهبوط، تعمل المروحيات الدوارة كهربائياً عبر مولّد وبطارية مخزنة. وبفضل برنامج ستعتمده إدارة الطيران الفيدرالية FAA في المستقبل يلزم تزويد الطائرات بأجهزة راديو تتصل بالأقمار الاصطناعية ترسل إحداثيات عن موقعها لنظام إدارة مركزي ينظم سير الطائرات بدءاً من عام 2020، سيُمكن ل TF-X من الطيران من دون تدخّل بشري منذ الإقلاع وحتى الهبوط، حيث يتعين على السائق أو الطيار إدخال الوجهة المراد الوصول إليها بالنظام الملاحي فقط للاستمتاع برحلته الجوية. وتأمل الشركة الأميركية في تسليم موديلها الآخر «ترانزيشن» لزبائنه بعد عامين.