عين عازف الباص الماهر والموزع ماركوس ميللر، الذي عمل مع مايلز دايفيس في الثمانينات، سفيراً للسلام في منظمة يونسكو، لينضم بذلك الى مشروع يحيي ذكريات العبودية وآثارها في العالم. ويقول الموسيقي الأفريقي، إن «موسيقى العبيد تحمل المكنونات التي كانوا يشعرون بها». ويضيف ميللر الذي اشتهر بفضل تأليفه وتوزيعه في العام 1986، وهو في السابعة والعشرين من عمره، أغنية البوم «توتو» الأشهر لمايلز ديفيس «كان الكلام غالباً ممنوعاً على العبيد، عندما كانوا يعملون في الحقول، لم يكن مسموحاً لهم ان يتكلموا مع بعضهم بعضاً... الغناء فقط كان مسموحاً». وسينضم ميللر الى مشروع تابع ل«يونسكو» يحمل اسم «طريق العبودية»، بدأ العمل عليه منذ عام 1994. ويطمح ميللر الى «انتاج فيلم وثائقي يظهر المواقع والمنازل التي كان يقيم فيها العبيد، على الساحل الغربي للقارة الأفريقية، ويروي قصص رحلاتهم من افريقيا الى اميركا الجنوبية والكاريبي وصولاً الى الولاياتالمتحدة، مع المسارات الموسيقية للرحلة». ويقول: «لفهم ذلك يكفي ان نلتفت الى التشابه بين موسيقى مالي التقليدية وموسيقى البلوز». ويرغب ميللر، وهو أيضاً عازف كلارينيت باص، في أن يخاطب الأجيال الجديدة: «اريد ان اعزف الموسيقى لأولادي وأيضاً للفتيان بين سن الثامنة والثالثة عشرة والرابعة عشرة، وأن اعلمهم الإيقاع وفن الارتجال (...). بالنسبة إلي، كانت السنوات الأهم هي في مرحلة المراهقة، تعلمت موسيقى الفانك وأنا بعد في الثالثة عشرة من عمري، وتعلمت موسيقى الجاز في الرابعة عشرة». وفي سبعينات القرن العشرين، عرفت موسيقى السود الأميركيين انتشاراً واسعاً، وكان ميللر في تلك الآونة عازف باص، تنقل بين فرق عدة من افريقيا ومن بورتوريكو، وتعددت انماطها الموسيقية من الفانك الى الجاز، وعزف مع فنانين مثل فرانك سيناترا وجورج بنسون وألتون جون وأريتا فرانكلين. ويقول: «كان الأمر سهلاً». ومن اشهر اللقاءات التي طبعت مسيرته الفنية، اللقاء مع مغني السول لوثر فاندروس الذي اصبح منتجه الموسيقي بعد ذلك، ومع مايلز ديفيس. ويقول: «عندما اصبحت موسيقياً أعزف الجاز، كان لا بد لي من تعلم تاريخ هذا النوع الموسيقي، والتعرف على تاريخ تشارلي باركر وديوك ألينغتون». ومن شأن مهمته في «يونسكو» تشجيعه على اكتشاف جذوره: «جدي من ترينيداد، لكن قبل ذلك لا اعرف الى اين تمتد أصولنا. أود ان اعرف البلد الذي تعود جذوري اليه. اذا اردت أن اقدر بلد اسلافي، قد يكون ساحل العاج او الكاميرون».