أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الولاياتالمتحدة وروسيا ملتزمتان عقد مؤتمر سلام حول سورية (جنيف - 2) في أسرع ما يمكن لكن، من المرجح أن يعقد بعد آب (أغسطس)، مؤكداً أنه سيتم نقل السلطة إلى حكومة موقتة أياً كان المنتصر في المواجهات بين الثوار ونظام الرئيس بشار الأسد. وقال كيري بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف استمرت أكثر من 90 دقيقة في مقر السفارة الأميركية في بروناي، «نحن متفقان على عقد المؤتمر في أسرع وقت» للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في سورية، لكنه أضاف أن المؤتمر الذي كان مقرراً أساساً في حزيران (يونيو) لن يعقد هذا الشهر بسبب اجتماعات أميركية - روسية مقررة مسبقاً وأن «شهر آب صعب جداً للأوروبيين وغيرهم»، في إشارة على الأرجح إلى إجازات الصيف. وتابع كيري أن المؤتمر «سيعقد بعد ذلك». وأكد أن «هدفنا لا يزال هو نفسه، وهو الإقرار بأنه ليس هناك حل عسكري يمكنه أن يحفظ سورية كبلد، وثانياً أن علينا واجب العمل لإيجاد حل سلمي لأن التسوية السلمية هي السبيل الأفضل للمحافظة على دولة سورية وتقليل الدمار». وشدد على أن مؤتمر جنيف الأول دعا إلى مرحلة انتقالية في سورية «في مناخ محايد وبقبول متبادل لنقل كامل للسلطة». وقال: «ما زالت هناك مسائل لا بد من تسويتها في شأن مسار الأيام القليلة المقبلة، لكن لافروف وأنا نشعر بأن هذا الاجتماع مفيد جداً. كان بناء ومثمراً». وأضاف: «نجحنا في تضييق الخيارات في ما يتعلق بهذا المؤتمر المحتمل، واتفقنا على أننا ملتزمان بجدية كبيرة في عملية جنيف وعلى أنه أياً كان الجانب الذي له اليد العليا في ساحة المعركة فإن مؤتمر السلام سيسعى إلى نقل السلطة إلى حكومة موقتة». وكان الوزير الأميركي ينهي بذلك جولة استمرت 12 يوماً حاول خلالها أن ينسق الدعم بين الدول العربية واوروبا للمقاتلين المسلحين ضد النظام السوري في النزاع الذي حصد أكثر من مئة ألف قتيل منذ اندلاعه في آذار (مارس) 2011. وأردف كيري أنه يشاطر لافروف الرأي الصادر في أعقاب مؤتمر جنيف في حزيران ،2012 بأن العملية الانتقالية السياسية هي الحل الأمثل للنزاع في سورية، على أن يختار كل من النظام والمعارضة ممثلين لهم في الحكومة الجديدة. وكان دعا سابقاً إلى تقديم دعم أكبر إلى المقاتلين المسلحين، مشيراً إلى أن الأسد لن يقرر المشاركة في أي حوار طالما لا يزال يحقق انتصارات على الأرض. أما لافروف فرفض الإدلاء بأي تصريح عن مضمون الاجتماع واكتفى بالقول للصحافيين إنه كان «ممتازاً». وكانت الأزمة السورية موضوع لقاء أيضاً بين كيري ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الوزيرين ناقشا وسائل تعزيز الدعم للمعارضة وتسريع خطط عقد مؤتمر دولي لحل هذه الأزمة. وزاد المسؤول أن كيري وداود أوغلو ناقشا أيضاً كيفية تمكين السكان السوريين من الحصول على المساعدات الإنسانية، وأعرب كلاهما عن «القلق من الهجمات الأخيرة التي تشنها القوات النظامية السورية على المدنيين في منطقة حمص ومن تدفق مقاتلي ميليشيا حزب الله من لبنان».