انتقد نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز من بيروت «حزب الله» الذي «يعمل لمصالحه الشخصية ومصلحة حلفائه، وخصوصاً ايران». ودان «تدخّله في سورية»، معتبراً أنه «يشكل خرقاً لسياسة لبنان النأي بالنفس عن أزمة سورية». واذ ذكر بأن «الحزب التزم سياسة النأي بالنفس في إعلان بعبدا»، تحدث عن «انعكاس تدخله في سورية على الشعب اللبناني»، مجدداً دعم بلاده «الواضح» للبنان، «ونؤكد دعمنا لاستقلاله». ونوّه في مؤتمر صحافي، عقده لدى مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس بعد زيارة استمرّت 24 ساعة، ب «دور الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يستحق كل التقدير لأنه يبذل جهده للحفاظ على استقرار لبنان في هذه الظروف الصعبة». وكان بيرنز التقى سليمان في بعبدا في حضور السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي. ونقل بيرنز لسليمان «تأييد الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري للدور الذي يقوم به في هذه المرحلة للحفاظ على الاستقرار الداخلي واتباع سياسة النأي بالنفس المرتكزة الى اعلان بعبدا القاضي بمنع التدخل في شؤون الدول الاخرى»، كما ذكر البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري. ولفت المسؤول الاميركي الى ان «الادارة الاميركية سترفع وتيرة المساعدات خصوصاً أن الجيش يقوم بدور أساسي في حفظ الامن والاستقرار في الداخل». وأشار البيان الى ان سليمان وبيرنز «ناقشا الاوضاع في المنطقة وخصوصاً في سورية والمشاورات الجارية في شأن عقد مؤتمر جنيف- 2 وجرى تشديد اميركي - لبناني على ضرورة ايجاد حل سلمي للأزمة السورية وعدم التدخل الخارجي في الصراع الدائر في الداخل». وشدد بيرنز على أن «بلاده على استعداد لمساعدة لبنان من خلال مجلس الامن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والدول والمنظمات القادرة في تخفيف الاعباء عنه في مسألة النازحين السوريين». والتقى بيرنز رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وكان التقى اول من امس رئيس «كتلة المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ورئيس «حزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان، ان العماد قهوجي بحث مع بيرنز الذي رافقه مساعد الرئيس الأميركي مستشار نائب الرئيس القومي جاكوب سوليفان وكونيللي، «سبل تطوير برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش». وأعرب بيرنز عن «تقديره لجهود الجيش في الحفاظ على استقرار لبنان، والتزام بلاده الاستمرار في دعمه وتعزيز قدراته العسكرية». وقدم بيرنز في مؤتمره الصحافي تعازيه إلى «الدولة اللبنانية بالضحايا الأبرياء الذين سقطوا في أحداث صيدا الأخيرة سواء من الجيش أم المدنيين». وجدد تأكيده أن «الحكومة الاميركية ستستمر في تقديم المساعدة الكاملة الى القوات اللبنانية المسلحة بكل أشكالها للحفاظ على وحدة لبنان وأمن الدولة، وتعمل دائماً في سبيل التعاون بين البلدين». وتوجّه إلى اللبنانيين، مشدداً على «ضرورة العمل على كل الجبهات لضبط النفس والحفاظ على الاستقرار». أما بالنسبة الى تأجيل الانتخابات النيابية في لبنان، فاعتبر انها «تقلل من ثقة الناس بمؤسسات الدولة». وعن النازحين السوريين في لبنان، هنّأ اللبنانيين والحكومة على «كرمهم ووحدتهم بفتح أبوابهم ومدارسهم للاجئين»، مشيراً إلى أن «الولاياتالمتحدة قدمت مساعدة لهم للذين يساعدونهم، بقيمة 72 مليون دولار». وشدد على «الالتزام بمساعدة الحكومة اللبنانية بهذا الملف»، مشيراً إلى اننا «نعي ان المدارس تعاني من ضغوط كبيرة، وهناك عدة طرق لإبراز دعمنا للبنان». وقال: «نسعى لكي تؤمن الدول المانحة المساعدة للمنظمات الدولية في لبنان من أجل مساعدة اللاجئين». واعتبر لبنان «شريكاً اقتصادياً أساسياً، ونعمل على الشق الاقتصادي من الشراكة بين البلدين». وأحيط المؤتمر الصحافي بإجراءات أمنية مشدّدة. ولم يجب بيرنز الا عن عدد محدود من الأسئلة. وزير الخارجية الهندي الى ذاك، نقل وزير الشؤون الخارجية الهندي شيري أحمد سلمان خورشي الى سليمان امس، رغبة بلاده في «الإفادة من خبراتها في مجال التنقيب عن الغاز والمشاركة في المناقصات المتعلقة بهذا الموضوع في لبنان». وكان المسؤول الهندي جال على سليمان في قصر بعبدا، وجرى، بحسب بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري «البحث في اوضاع المنطقة وخصوصاً في سورية وشدد الجانبان اللبناني والهندي على اهمية وقف العنف والقتال وإيجاد حل سياسي يتوافق عليه اطراف الصراع». والتقى المسؤول الهندي ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور. ووقع مع وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب برنامج التبادل والتعاون التربوي بين البلدين.