دخل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على خط الدفع نحو التهدئة في المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سورية بعد مواجهات أسفرت عن مقتل ناشطين ومقاتلين أكراد في عامودا في ريف الحسكة قبل يومين، وفي وقت أشار رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم الى وجود رابط بين المواجهات التي حصلت في عامودا والتحضير لمؤتمر «جنيف-2». وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان في شمال العراق أوميد صباح ان رئاسة الإقليم «ترفض استعمال السلاح في حل الخلافات في أي شكل من الأشكال في غرب كردستان»، داعياً «جميع الأطراف الى تحريم إراقة الدم الكردي والاقتتال الكردي-الكردي» وإلى «إزالة كل الخلافات بالحوار». وكان مسلم قال ل «الحياة» ان وحدات الحماية التابعة ل «مجلس غرب كردستان» كانت عائدة الى القامشلي بعد تنفيذ عملية عسكرية ضد «اللواء 313» فتعرضت لمكمن عند مدخل مدينة عامودا ما ادى الى قتل ستة من المهاجمين وسقوط قتيل من قوات الحماية، مشيراً الى ان عامودا وضعت تحت الحماية العسكرية وحظر التجول. وأعلنت «الجبهة الإسلامية السورية» انها تدين قيام قوات «اسايش» (الحماية) التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي» ب «قتل المتظاهرين السلميين العزل» وما قامت به «في حق أهلنا من قتل وإرهاب وترويع للمسالمين العزل بإطلاق النار المباشر لفض اعتصام سلمي»، مشيرة إلى أنها ترفض «المساس بأهلنا في عامودا من قبل النظام أو من يواليه كائناً من كان، ونتوعد المجرمين القتلة عملاء النظام اننا سنحاسبهم قريباً». واذ أكدت «الجبهة الإسلامية» التي تشكل قوة عسكرية رئيسية في شمال شرقي البلاد، على «الأخوة الكردية - السورية» ورفض إعلان «الاتحاد الديموقراطي» أن ما حصل في عامودا هو «اشتباكات» بين قوات الحماية و»مجموعات مسلحة أو عصابات تكفيرية سلفية». واتهم مسلم في حديث إلى وكالة «هاوار» الكردية امس رئيس «المجلس الوطني السوري» الأسبق عبد الباسط سيدا بأن له علاقة ب «تنسيقية عامودا» التي تسببت بالمشاكل. وقال: «نأمل بأن لا تكون (له علاقة) مع المجموعة التي نصبت مكمناً لمقاتلي وحدات حماية الشعب وإلا فإن سيدا سيكون ارتكب خيانة كبرى»، مشيراً إلى أن سيدا لا يمثل الأكراد في المحافل الدولية «لكن أن يقوم بارتكاب خطأ كبير كهذا ونصب مكمن لوحدات حماية الشعب على يد شبان مغرر بهم ويدفعهم إلى الاقتتال الكردي فهذه جريمة لا تغتفر، ونتمنى ان لا يكون سيدا متورطاً فيها». وتابع ان سيدا يقول للجانب الأميركي انه «يمثل» الأكراد في مؤتمر «جنيف-2»، مضيفاً: «قلنا بصراحة: من لا يختار الهيئة الكردية العليا لا يستطيع تمثيل الشعب الكردي في أي مكان. لذلك نحن مصممون على المشاركة في جنيف-2 وتمثيل الشعب الكردي في المؤتمر، ولا يمكن لأي شخص خارج ارادة الشعب الكردي ان يمثل الكرد. وليكن هذا الأمر واضحاً للجميع». وكشف مسلم ان اميركا اعترضت خلال المناقشات مع الروس والأمم المتحدة الأسبوع الماضي للتحضير لمؤتمر «جنيف - 2» على تمثيل الأكراد عبر «الهيئة الكردية العليا» لأنها تريد تمثيلهم من خلال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وقال: «يريد الجانب الأميركي أن يكون سيدا ممثلا للكرد وأن ينضم الكرد إلى الائتلاف ونحن رفضنا هذا الشيء وطالبنا بأن يكون لنا وفد باسم الهيئة الكردية العليا». وكان مسلم قال إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ابلغه ان وفد المعارضة سيضم ثلاث كتل، تضم الأولى «الائتلاف» والثانية «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» و»المنبر الديموقراطي»، فيما تضم الكتلة الثالثة «الهيئة الكردية» برئاسة مسلم.