أنهى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس خلافات الكتل البرلمانية، كما وضع حداً للأزمة التي تصاعدت أخيراً بين الحكومة والبرلمان، بالتزامن مع عودة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر إلى صنعاء لمواصلة الإشراف على خطوات العملية الانتقالية. وترأس هادي، اجتماعاً مشتركاً في القصر الرئاسي بصنعاء ضم رئيس البرلمان والنواب، ورئيس الحكومة والوزراء، وقال في نبرة تحذيرية «على القوى السياسية مجتمعة أن تتوخى الموضوعية في أدائها وتغلب مصلحة الشعب اليمني». وكان نواب «أحزاب اللقاء المشترك» أعلنوا مقاطعة جلسات البرلمان منذ أيار(مايو) واتهموا نواب حزب المؤتمر الشعبي ورئيس البرلمان يحيى الراعي ب «التفرد بقرارات البرلمان خلافاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي نصت على ضرورة التوافق بين الكتل البرلمانية، واللجوء إلى الرئيس هادي للبت في الأمور المختلف عليها». وأمر هادي باستئناف جلسات البرلمان، بحضور جميع الكتل النيابية، والرجوع إليه في حال الخلاف وقال «إن المرجعية في أي خلاف سواء في مجلس النواب أو الحكومة أو الشورى يجب أن تعود إلي رئيس الجمهورية وما يتم التوافق عليه فعلى بركة الله، وعلى المجلس أن يلتئم منذ يوم غد ولا مكان للمصالح الحزبية أو الشخصية في تصرفات أو عمل أي عضو». وحسم الرئيس اليمني الأزمة التي تصاعدت أخيراً بين الحكومة والبرلمان، وألغى استدعاءات البرلمان للوزراء للمثول أمامه، كما ألغى إجراءات وزير الشؤون القانونية المضادة، وقال « نحن نسير في مرحلة استثنائية وما جاء من وزير الشؤون القانونية ملغي وما جاء من مجلس النواب في هذا الخصوص ملغي أيضاً، وعلى الجميع التوجه إلى الأمام وغلق صفحة الماضي». وكان مجلس النواب بدأ بإجراءات سحب الثقة من وزير الشؤون القانونية إثر اتهامه بعدم»الشرعية والخروج عن التوافق السياسي»، كما كان عدد من الوزراء امتنع عن الحضور إلى البرلمان للاستماع إلى شهاداتهم حول بعض القضايا المتعلقة بعمل وزاراتهم». في غضون ذلك، عاد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر أمس إلى صنعاء، لمواصلة الإشراف على عملية انتقال السلطة الدائرة في البلاد منذ تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن الحكم بموجب اتفاق «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة». وعقد المبعوث الأممي لقاء مع الرئيس هادي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، وقال»إن الأممالمتحدة والعالم أجمع يقف اليوم مع اليمن لإنجاح مسار التسوية السياسية والجميع يدعم تلك الجهود وعلى استعداد لتذليل مختلف الصعوبات التي قد تعترض سير عملية التحول الفريدة والنوعية باليمن». وتعد هذه الزيارة هي ال 22 التي يقوم بها بنعمر إلى اليمن منذ تفجر الأزمة في 2011 على خلفية الاحتجاجات ضد نظام صالح ومارافقها من أحداث عنف وانقسام في صفوف الجيش. ومن المرتقب أن يلتقي خلال الأيام القادمة بقادة القوى السياسية ويطلع على أعمال فرق مؤتمر الحوار الوطني قبل أن يكتب تقريره الجديد لمجلس الأمن الدولي. وعلى الصعيد الأمني، قتل ضابط أمن برتبة عقيد وجندي، أمس برصاص مسلحين قبليين وسط صنعاء، وأعقب الحادث إطلاق نار متبادل بين أفراد الأمن والمسلحين قبل أن يلوذوا بالفرار، في حين لم تعرف بعد البواعث وراء الحادث. من ناحية ثانية، تجددت الهجمات على أنبوب رئيسي لتصدير النفط في مأرب(شرق صنعاء)، وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن مسلحين قبليين في منطقة صرواح فجروا الأنبوب بعد يوم واحد من عملية إصلاحه جراء تفجير سابق، وهو ما أدى إلى توقف ضخ النفط فيه باتجاه ميناء التصدير في «رأس عيسى» على البحر الأحمر غرب البلاد.