اندرجت رسوم الغرافيتي في تظاهرة «واو بلدك» التي نظمها المعهد والسفارة السويديان في مركز «غاليريا» في عمّان، في ثلاثة اتجاهات جمالية. الأول رمزيّ كما في لوحة الفنانة البحرينية مريم حاجي، التي أظهرت صراعاً ضارياً بين أسد وامرأة، أشارت علاماته البصرية إلى نضال المرأة ضد القوانين الاجتماعية السائدة، وكما في لوحة المصري شادي رباب التي أظهرت كرة زرقاء ضخمة ينوء نسرٌ ضخم بحملها فوق رؤوس ثلاث نساء محجبات، وكذلك في عمل القطَرية نور قصيني حيث المرأة في اللوحة بفمٍ مغلَق وعصبتين سوداوين تقيّدان يديها. والاتجاه الثاني جمالي فني مباشر، كما في عمل «أنا حرة» للأردنية لوزانا طه، والذي ينطوي عنوانه على تأويل واحد: أنها حرة في خياراتها، وكما في عمل نور غويري الذي يُظهر امرأة فمها مغلق بلاصقين على شكل إشارة (x). أما الاتجاه الثالث، فجمالي غير مباشر، كما في لوحة الفلسطينية مرام الحنيطي التي أبرزت قارباً جسدت خطوطه وألوانه الثورات العربية، تتلاطمه أمواج عنيفة، يحمل كتلاً عبّرت عن أثر تقنيات «فايسبوك» والفضائيات والهاتف المحمول، في المجتمعات العربية، وبخاصة تأثيرها في المرأة لجهة سهولة التعامل معها. يهدف المشروع الذي شارك فيه فنانون من مصر واليمن والبحرينوفلسطينوقطروالأردن، وفنانة واحدة من السويد، إلى تمكين المرأة وربط الأفراد والمجموعات بالأحياء والشوارع من خلال «الغرافيتي». وعن عدول الجهات المنظمة عن إطلاق هذا المشروع في شوارع عمّان المفتوحة، لتحقيق تفاعل المواطنين معه بما ينسجم مع فلسفة فن الغرافيتي، والاكتفاء بإنجازه في مكان شبه مغلق، حيث جاء رسم «الغرافيتي» على جدران داخلية غير مرئية للمارة. وبرّر مدير المدينة في أمانة عمّان الكبرى فوزي مسعد ذلك بقوله ل «الحياة»: «لأننا قد لا نستطيع السيطرة على الأمور في الشارع». ولفت إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تمكين المرأة عبر حمله عنوان «قصص من الخوف إلى الحرية». وعن تكرار الموضوع نفسه (تمكين المرأة) في مشاريع أمانة عمّان الكبرى، المدعومة من مراكز ثقافية غربية، قال: «المرأة نصف المجتمع، وهناك اعتداء على حقوقها في المضمارين الاقتصادي والسياسي، إذ إن نسبة مشاركتها فيهما قليلة جداً، فلولا «الكوتا» مثلاً لما كانت هناك مشاركة سياسية للمرأة في البرلمان». وعُقدت ندوة في إطار هذه التظاهرة، بعد عرض فيلم من إخراج الصحافية السويدية نيتا نورمو بعنوان «ست الحيطة»، وثّق أعمال فناني غرافيتي من مصر. وشارك في الندوة إضافة إلى المخرجة، كلٌّ من الفنانة السويدية كارولينا فالكهولت وإيناس عوض وهاشم كلش ونور شكري (من مصر)، ومايك دردريان من الأردن، وحضرتها الأميرة ماجدة وسفيرة السويد في عمّان هيلينا رييتز. وفي سياق الأطروحات المتعلقة بمساواة المرأة بالرجل، وسلبية الرجل تجاه ذلك، وفق المتحدثين، قالت البحرينية مريم حاجي: «هناك نوع من التطرف. يجب علينا أن نتمسك بالرؤية الوسط في التعامل مع هذه المسألة، فالمرأة لها خصوصية تختلف عن خصوصية الرجل، وهذا أمر طبيعي ولا بد من المحافظة عليه، لذا أنا خائفة على الوطن العربي بسبب تطرف الإعلام والفن في مقاربة هذه المسألة». وشارك في هذه التظاهرة، التي اختتمت بحفلة لأغاني ال «راب»، كل من المصريين يوسف محمد، أماندا قرداحي، هاشم كلش، نور شكري، هند خيرة، إيناس عايد، شادي رباب، منى البغدادي، وسام غرافيتي، حمزة الصالحي وخديجة مصطفى. ومن الأردن شارك نور الغويري، شيرين يعيش، مايك دردريان، وسام شديد، ليلى عجاوي، لوزانا طه. وشارك من قطر ربيع رباح ونور قصيني، ومن اليمن فادي الحربي، ومن البحرين مريم حاجي، ومن فلسطين مرام الحنيطي، ومن السويد كارولينا فالكهولت. يُذكر أن تظاهرة «واو بلدك» اختارت في دورات سابقة تسليط الضوء على تمكين المرأة أيضاً، وعلى التحرش الجنسي، والعنف المجتمعي.