أطاح الرئيس السابق لحزب العمال الحاكم في استراليا كيفين رود برئيسة الحكومة الحالية جوليا جيلارد في خطوة تهدف الى تفادي هزيمة منكرة في الانتخابات المقرر إجراؤها خلال أقل من ثلاثة اشهر. ومن الممكن أن تؤدي عودة رود لرئاسة الوزراء الى إجراء انتخابات في اغسطس / آب وليس في 14 سبتمبر / ايلول كما كان مقرراً ليستغل شعبيته الواسعة بين الناخبين. وفاز رود وهو دبلوماسي سابق باقتراع حزب العمال بحصوله على 57 صوتاً مقابل 45 صوتاً لجيلارد. ونفذت جيلارد أول امرأة تتولى رئاسة وزراء استراليا وعدها بترك البرلمان اذا خسرت الانتخابات. وقالت للصحفيين "انا فخورة جداً بما حققته هذه الحكومة والذي سيستمر أثره لفترة طويلة." واستقال عدد من الوزراء منهم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية وين سوان ووزير التعليم بيتر جاريت. وجاء تغيير القيادة بعد سلسلة استطلاعات للرأي أظهرت أن حكومة الأقلية التي تقودها جيلارد يمكن أن تخسر ما يصل الى 35 مقعداً في الانتخابات القادمة مما سيعطي حزب المحافظين المعارض أغلبية كبيرة في البرلمان المكون من 150 عضوا. وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية رود بين الناخبين اكبر وأن عودته لرئاسة الوزراء التي خسرها لصالح جيلارد عام 2010 يمكن أن تقلص من خسارة حزب العمال في الانتخابات. ومن غير المرجح أن يكون للانتقال من جيلارد الى رود آثار كبيرة على السياسة اذ ان الاثنين من أقوى المؤيدين لتحالف استراليا العسكري مع الولاياتالمتحدة كما يؤيدان العلاقات المتنامية مع الصين اكبر شريك تجاري لاستراليا. وسعت جيلارد جاهدة لكسب التأييد الشعبي على الرغم من النمو الاقتصادي وانخفاض معدلات البطالة ونسب الفائدة في الوقت الذي تجاهد فيه الدول المتقدمة الأخرى لتفادي الكساد. وأجرت جيلارد إصلاحات اجتماعية توجه الأموال للمدارس وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على الرعاية المجانية التي يحتاجونها بشدة لكن التغييرات لم تسهم إسهاما يذكر في تحسين شعبيتها المتراجعة في استطلاعات الرأي. واستمر غضب الناخبين من أن حكومتها التي تتمتع بالأغلبية بمقعد واحد بدعم من حزب الخضر ومجموعة من المستقلين فرضت ضريبة على الكربون فيما يمثل مخالفة لتعهدها في انتخابات عام 2010 بعدم القيام بهذا.