باريس، كابول، تبليسي – أ ف ب، رويترز - أعلن المبعوث الأميركي الخاص الى باكستانوأفغانستان، ريتشارد هولبروك، ان قوات التحالف الدولي كبدت حركة «طالبان» خسائر «فادحة» جنوبأفغانستان، موجهة ضربة لتجارة المخدرات. وقال لمحطة «فرانس 24»: «زعزعت القوات الاميركية والبريطانية صفوف طالبان في ولاية هلمند، وسيطرت على مخابئ الأفيون والهيرويين ومواد لإنتاج المخدرات. ووضعت حداً لزراعة المخدرات وسيطرة طالبان على نقاط اعتبرت معقلاً لها، وحظيت باستقبال حار من قبل المواطنين». وأشار الى ان الباب ما زال مفتوحاً للحوار مع عناصر «طالبان» الذين يتخلون عن العنف ويقبلون المشاركة في الحياة السياسية، معلناً ان الرئيس حميد كارزاي يشاركه الرأي ذاته. واعترف هولبروك الذي يلتقي في باريس اليوم مبعوثين من دول مختلفة لأفغانستان من اجل مراجعة الوضع في أفغانستان، بأن أزمة أفغانستان «أكثر تعقيداً» من باكستان بسبب كثرة الاطراف الفاعلة فيها، وبينها الحلف الأطلسي (ناتو) والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة، «ما يولد درجة من التوتر احياناً». وفي شأن الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي اجريت في 20 آب (أغسطس) الماضي، رفض هولبروك إعطاء رأيه في شأن صدقيتها. وقال: «من المناسب ان ننتظر ما الذي سيحصل»، فيما تستمر عملية الفرز والتدقيق، وتفيد باحتفاظ الرئيس كارزاي بتقدمه على منافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله (45.9 في المئة في مقابل 33.3 في المئة لعبدالله)، وهو ما لا يمنح كارزاي غالبية لتجنب خوض جولة ثانية. تزامن ذلك مع رفع قائد القوات الاميركية وقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، تقريراً طالب بتغيير الولاياتالمتحدة وحلفائها استراتيجيتهم في أفغانستان، وتعزيز التعاون من أجل تحويل مسار الحرب في البلاد. ووصف الجنرال ماكريستال الوضع في أفغانستان بأنه «خطر، لكن ما زال يمكن الانتصار فيها»، من دون ان يؤكد مطالبته بإرسال قوات إضافية، لكن يتوقع أن يفعل ذلك خلال الأسابيع المقبلة، علماً ان الناطق باسم الحلف الأطلسي جيمس اباتوراي أكد الحاجة الى توفير عشر فرق لتدريب قوات الأمن الأفغانية وإرسال مزيد من العتاد لها. وصرح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن أي توصية بزيادة عدد القوات يجب أن تزيل مخاوفه في شأن احتمال أن يصبح الوجود العسكري الأجنبي أكبر من المطلوب، وأن يعتبره الأفغان قوة احتلال معادية. وتابع خلال زيارة مصنع «لوكهيد مارتن» لإنتاج طائرات مقاتلة من طراز «أف 35» في فورت وورث بولاية تكساس (جنوب): «على رغم الكآبة والتشاؤم، أعتقد بأننا نملك بعض الميزات والتطورات المشجعة»، علماً ان زيارته شهدت إعلان غيتس أمس، ان «البنتاغون» سيزود القوات الاميركية في أفغانستان تقنيات إضافية لرصد وتدمير عبوات ناسفة مصنعة محلياً، مشيراً الى ان هذه التقنيات أثبتت فاعليتها في العراق. ويحتمل أن تكون أي زيادة إضافية لعدد القوات مهمة صعبة سياسياً على إدارة الرئيس باراك أوباما، مع تزايد عدم ارتياح أعضاء في الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه اوباما للحرب، واقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة العام المقبل. وسعى البيت الأبيض أمس، الى إلقاء اللوم في الوضع الخطر للحرب في أفغانستان على إدارة الرئيس السابق جورج بوش، بعدما جعلت العراق على رأس أولوياتها العسكرية. وقال الناطق باسمه روبرت غيبس: «افتقدت هذه الحرب الموارد والتمويل والجنود، وتعرضت لتجاهل طيلة سنوات. والرئيس اوباما يركز حالياً على ضمان تحقيق إنجازات يمكن ان نقيسها. وسيحتاج ذلك الى بعض العمل». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الجورجية أن متخصصين عسكريين أميركيين سيبدأون غداً تنظيم دورة تدريب جديدة للقوات الجورجية التي ستنضم إلى قوات التحالف في أفغانستان. وكانت الولاياتالمتحدة دربت سابقاً قوات جورجية لإنجاز مهمات في العراق. ووصل فريق يضم 70 مدرباً من قوات مشاة البحرية الأميركية إلى جورجيا، حيث سيبقى ستة شهور لتدريب 750 جندياً للخدمة مع قوات التحالف في أفغانستان. ووافق البرلمان الجورجي في آب الماضي على إرسال قوات جورجية إلى أفغانستان لمؤازرة عملية إرساء الأمن. وسينتشر 350 جندياً غرب أفغانستان ووسطها. وتشكل الجهود التي تبذلها واشنطن لمساعدة جورجيا ودول منطقة القوقاز على الانضمام إلى الحلف الأطلسي موضع خلاف بين الولاياتالمتحدة وروسيا. الى ذلك، اعلن الجيش الأميركي في أفغانستان انه سينهي قريباً عقداً وقعه مع مجموعة للعلاقات العامة نفذت مهمة تصنيف مقالات لصحافيين يغطون النزاع في أفغانستان. وقال الكولونيل واين شانكس، الناطق الأميركي باسم الحلف الأطلسي في أفغانستان: «قدمنا طلباً لإلغاء العقد مع مجموعة «ريندون» بهدف «إراحة الإدارة الأميركية». وأوضح ان مدة العقد كانت سنة واحدة تنتهي في كانون الثاني (يناير) 2010، لافتاً الى ان مجموعة «ريندون» عملت سابقاً مع قوات الحلف الأطلسي بموجب عقود أخرى.