أكد الفنان التشكيلي البحريني خليفة شويطر أن الحركة التشكيلية السعودية في تطور وانتشار مستمرين، مؤكداً أن ثمة «جيلاً قادماً من مواهب المبدعين من خلال ما شاهده في وسائل التواصل الاجتماعي». جاء ذلك في الورشة التي قدمها شويطر في جمعية الثقافة والفنون - فرع الدمام، بالرسم المباشر أمام المتدربين، ضمن فعاليات «ملتقى التشكيليين» الذي يعنى بطرح مواضيع من بينها طريقة التعامل الصحيح مع الألوان وكيفية التعاطي معها، وذلك في قاعة عبدالله الشيخ للفنون في الفرع، الذي يختتم اليوم (الأربعاء). وضمن فعاليات الملتقى قدمت رسمية الربابي محاضرة بعنوان: «ومضات في كيمياء العلاقات الإنسانية»، تحدثت من خلالها عن منظومة اللون، وعلاقة التفاعل الكيماوي في الجسم بالمشاعر، واللون الذاتي، والموجات الإشعاعية الملونة. وقالت الربابي في محاضرتها: «إن الحقول التي نراها خضراء ليست خضراء، وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بأطوالها كافة، عدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها، فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ (اللون الأخضر)». وتابعت: «إذاً، العالم الذي نراه ليس هو العالم الحقيقي وإنما هو عالم اصطلاحي بحت نعيش فيه معتقلين في الرموز التي يختلقها عقلنا ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كنهاً، فنحن أحيانا نرى أشياء لا وجود لها». وتضيف: «وفقاً لإرادة الله سبحانه عز وجل، كل ما هو موجود في هذا الكون مكون من ذرات ترتبط بعضها ببعض عن طريق القوى الكهرومغنطيسية، بل والمثير للدهشة هو أن 99 في المئة من كل ذرة هو في الواقع فارغ. السبب الوحيد الذي يجعل الذرات تتجمع لتشكيل الجزيئات هو وجود الإلكترونات التي لا تحتل إلا مساحة صغيرة داخل هذه الكتلة (إذ إن 99 في المئة عبارة عن فراغ)، وهذا ما يكمن وراء وجود الكون من كائنات حية وجمادات. .. وكل شيء آخر». ولفتت الربابي إلى أن ذلك من شأنه أن «يفسر بعض الظواهر لأشخاص أكفاء يستطيعون الشعور بالألوان، أشخاص من الصمّ كان باستطاعتهم الشعور بالموسيقى، ومن أشهرهم لودفيج فان بيتهوفن الذي استطاع تأليف سيمفونيات عدة حتى بعد أن أصيب بالصمم»، وزادت: «هذا تماماً ما يحدث في الكون، فكل الأشياء المتشابهة ذات رنين بعضها مع بعض، ولهذا فإن إبراهيم كريم استخدم هذا القانون في إنتاج أشكال هندسية على شكل حلي لتدخل في رنين مع مسارات الجسم، تقوم بتصحيحه وإعادة التوازن للجسم». يذكر أن الملتقى استهدف فئة الشباب من سن 17 وحتى 35 عاماً، وبلغ عدد المشاركين والمشاركات فيه أكثر من 50 فناناً وفنانة بأكثر من 100 عمل فني مميز، ويسعى إلى أن يكون منبراً تلتقي عنده الرؤى التشكيلية للشباب، سواء على المستوى التقني أم المعرفي.